غير العديد من التجار نشاطهم التجاري المعتاد ليتحولوا إلى بيع مختلف المواد الغذائية، تماشيا مع شهر رمضان الكريم الذي يعرف ارتفاعا كبيرا في الاستهلاك مقارنة مع بقية أيام السنة، حيث يفضل هؤلاء التجار الموسميين اغتنام هذه المناسبة الدينية لتحقيق مزيد من الأرباح على حساب المغلوبين على أمرهم، والذين أضحوا تحت رحمة هؤلاء التجار الذين صار عددهم أضعافا مضاعفة، رغم قرارات منح التغيير في النشاط التجاري دون موافقة مصالح مديرية التجارة والمركز الوطني للسجل التجاري. تشهد مختلف بلديات ولاية الشلف انتشار كبير لظاهرة التجارة الموازية خلال هذا الشهر الكريم، والتي أضحت تطغى على المشهد التجاري بالولاية، والتي أدت إلى خلق فوضى في النشاط التجاري والاقتصادي بالولاية من خلال الباعة الفوضويين والمتجولين، والذين صاروا يحتلون الشوارع الرئيسية والأرصفة. وتحول معظم التجار والباعة إلى النشاط التجاري الموحد والمتمثل في بيع مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، نتيجة للإقبال الكبير على اقتناء مختلف المواد الاستهلاكية، حيث استغلت تلك الفئة فرق المراقبة التابعة لمصالح الجودة وقمع الغش لمدرية التجارة للتحايل على القانون وممارسة نشاط تجاري دون ترخيص من المصالح المعنية، وهو ما يجعلهم في حل من أي تكاليف ضريبية أو شبه ضريبية كونهم ينشطون بدون سجلات تجارية. كما وجد الكثير من الباعة الفوضويين الفرصة مواتية لتحقيق أرباح معتبرة خلال شهر رمضان من خلال الترويج لسلع ومنتجات يبيعونها وفقا لقانون العرض والطلب، والتي لا تتطلب إمكانيات كبيرة كون معظم سلعهم من أماكن قريبة ولا يتحملون تكاليف كبيرة لاقتنائها، حيث يفضل غالبية التجار والباعة صناعة الحلويات الشرقية، رغم عدم تخصصهم ومعرفتهم بالشروط التنظيمية لممارسة هذا النشاط، فضلا عن القواعد الصحية المطبقة على هذا النشاط التجاري. كما يستغل هؤلاء الباعة جهل الزبائن بالطرق الصحية للترويج لسلع ومنتجات خطيرة وفي شروط غير صحية على غرار مادة الخبز التي توزع وتباع على قارعة الطريق ومختلف المواد الغذائية المعلبة. ويتخذ معظم الباعة من الساحات الكبرى والشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية كساحة التضامن المقابل لفندق المدينة ومحطة المسافرين، بالإضافة إلى مداخل الأحياء الكبرى لعاصمة الولاية كحي السلام، بن سونة، النصر والحرية، والتي تعرف توافدا شعبيا كبيرا بالنظر الى السلع المعروضة بها رغم المخاطر الصحية التي تحملها هذه السلع المعرضة لأشعة الشمس طوال النهار، فضلا عن طريقة تخزينها وعرضها التي لا تخضع لأي شروط صحية، في وقت يغيب أعوان مراقبة التجارة والصحة العمومية، حيث تشهد هذه الأسواق المبعثرة إقبالا كبيرا لتدني أسعارها وعدم وجود أسواق نظامية يمكنها أن تستوعب الأعداد الكبيرة من هؤلاء الباعة الفوضويين.