السيد برنارد غارسيد, ما الفرق بين ما تقول وبين ما قاله مبارك وبن علي والأسد عن أن الثوّار هم مجرمون وسيتم الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالخروج عن الشرعية؟ سيد برنارد, لا أحد يقول إن الوضع في مصر وسوريا وليبيا واليمن أو حتى في أي دولة عربية أخرى يساوي أو يقترب من الديمقراطية البريطانية العتيدة, ولكنك جانبت الصواب في تبرير الوضع في بريطانيا وتبسيطه وحصره في دائرة خروج بضعة آلاف من الأشخاص في بلد يضم 60 مليون نسمة. سيد برنارد, تلك بضاعتكم ردت إليكم, أنتم أسياد التحريض والفتن وسياسة فرّق تسد, وما يحدث في بلدك جزاء وفاقا, وأن السبب فيه هو سياسة التهميش الناتجة عن عولمة دينك الجديد الذي وسع الهوّة بين الأثرياء والفقراء إلى درجة غير مسبوقة في تاريخ البشرية حتى صارت جموع الشعب في بريطانيا وأمريكا وكل الغرب يعانون مما نعاني منه في الدول الفقيرة. لقد استأثرت القلّة القليلة في بلادكم من أصحاب الشركات متعددة الجنسيات ورجال المال والساسة, ما حرم منه باقي الشعب وسترى نتيجة عولمتكم المتوحشة, والأيام بيننا.. ليسوا قلة يا سيد برنارد, هم من ثاروا على فقرهم في بلادكم وأنتم لستم أصحاب المدينة الأفلاطونية الفاضلة, لقد انهار الصنم الماسوني والنموذج الغربي المقدس, وما الانهيارات المالية وأزمة الديون في أمريكا وثورة الفقراء في بريطانيا إلا مقدمة سيتبعها المزيد. محمود عبد الباقي مصر هذا التعليق الذي كتبه قارئ مصري, تعقيبا على رسالة القائم بالأعمال في السفارة البريطانية في الجزائر, المنشورة أمس, هو رأي واحد من جملة الآراء الكثيرة التي وصلتنا حول الموضوع, والتي تؤكّد للسيد برنارد أن ما حدث في بريطانيا مؤخرا ليس مجرد عراك عابر بين مجموعة من مثيري الشغب في أحد شوارع عاصمة الضباب, وإنما هو نتيجة حتمية لمبدإ التأثير والتأثر الذي أفرزته العولمة.. وكما سوّق الغرب لنا هذا المصطلح - مصطلح العولمة - لا ضرر من أن يذوق من جانبه بعضا من عولمة الاحتجاجات.