اختتمت، سهرة أول أمس، سهرات ”ليالي نيوز” في طبعتها الثالثة بعرض مسرحي مميز من مسرحية ”قدور البلاندي” أداه حميدة العياشي، المشرف الأول على هذه الليالي الرمضانية التي نظمتها جريدة الجزائر نيوز على مدار ثمانية عشر يوما. استهل حفل اختتام فعاليات البرنامج الثقافي لشهر رمضان ضمن فضاء ليالي نيوز بكلمة ألقاها مدير الجريدة، مقدما وافر شكره للحضور الذي شارك في تنشيط الليالي الرمضانية للجريدة وكل المساهمين في دعمها، خاصة منهم المتطوعون. وقد تميزت السهرة الأخيرة على غير العادة بغياب ضيفها الفنان الشيخ سيدي بيمول، فلم تختتم بذلك الليالي كما شاء لها أن تودع جمهورها، لكن حميد العياشي أنقد الموقف وكان الاختتام بعرض غير متوقع لمقاطع من مسرحيته ”قدور البلاندي” أهداها لروح الفقيد كمال أمزال الذي ذهب غدرا سنة 1982، والتي صنعت ضجة داخل الأحياء الجامعية، وقتها كونها كانت محظورة العرض خارجا، ولم تخرج إلى القاعات إلا سنة 1987 أين احتضنتها قاعتا الموڤار وابن خلدون، عاد من خلالها الممثل إلى فترة الثمانينيات منتقدا الاستعمالات التعسفية للسلطة وصحافة الحزب الواحد، وكذا نموذج التربية داخل أسرة الجيل الماضي وغيرها. وفي السياق، ذاته عرض مدير الجريدة خلال السهرة البرنامج الثقافي الجديد المسطر للسنة المقبلة، والذي سينطلق ابتداء من شهر نوفمبر المقبل ويتواصل على مدار السنة، من خلال فتح فضاء ثقافي دائم يعنى بأمور الثقافة ويتضمن البرنامج عروض مختلفة للأفلام والمسرحيات بشكل دوري، سهرات فنية، رواق لعرض إبداعات الرسامين، بالإضافة إلى تخصيص يومين في الأسبوع لاهتمامات للبراءة دعما للثقافة الجوارية. ”ليالي نيوز” التي فتحت فضاءها الثقافي أمام الجمهور الواسع من المثقفين على اختلاف مستوياتهم من الفنانين، الأدباء، الإعلاميين، وكذا عامة الناس، وناقشت مواضيع عديدة تطرقت من خلالها إلى المسرح، الموسيقى، الصوفية وغيرها، قال عنها مدير الجريدة ”إننا من خلال ليالي نيوز كسبنا جمهورا ليس للجريدة فحسب بل للمجتمع،وهو تعزيز للسلطة المضادة التي يحركها بالدرجة الأولى المثقف”. كما فتح المجال أيضا أمام الحضور للنقاش وطرح الانتقادات، حيث أثنى المشاركون في الحوار الثقافي عبر فضاء نيوز على المبادرة من جهة وأعابوا عليها بعض النقاط السلبية التي لم تخدش حسبهم حوار المثقفين، على غرار الدكتور زبير عروس الذي قال ”إنها تجربة فريدة من حيث الجدة، التنوع، العمق، الانفتاح على الآخر، وكذا التناول المميز للمحاور الثقافية التي تناولتها عديد الوجوه التي تعاقبت على فضاء الحوار الذي خصصته الجريدة في السهرات الرمضانية للتلاقي الإنساني قبل التلاقي الفكري”.