سارعت الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الأمنية بعد العملية الوحشية التي نفذتها الجماعات الإرهابية المسلحة على مستوى أكاديمية شرشال، على رأسها إعادة العميد الأول، على بداوي، لترؤس مديرية الأمن ببومرداس، المعقل الرئيس لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، كما حرصت على مضاعفة تدابيرها الأمنية على مستوى المناطق المستهدفة على غرار منطقة بن عكنون تحسبا لاستهداف الثانوية الدولية “ألكسندر دوما” التي ينتسب إليها أبناء الدبلوماسيين، خاصة الفرنسيين منهم. وحسب مصادرنا فإنه تم أمس تنصيب العميد الأول بداوي علي، على رأس مديرية الأمن بولاية بومرداس خلفا للعميد الأول، إيدير حيبوش، الذي عين على رأس أمن ولاية الأغواط، حيث سبق له وأن عمل بها سنوات الإرهاب وساهم في تحقيق نتائج جد إيجابية في مكافحة الإرهاب على غرار القضاء على أمير كتيبة الفتح بن تيطراوي عمر المكنى يحي أبو خيثمة، وإحباط مخططاتها بالولاية والمناطق المجاورة وكذا بعد تسليم أمير كتيبة الأنصار لنفسه لمصالح الأمن. وأضافت مصادرنا أن التصعيد الأمني الذي تشهده منطقة الوسط مؤخرا عجل بإعادة العميد الأول الذي كان يشغل منصب رئيس الشرطة القضائية، قبل أن يغادرها في 2009 ويتم ترقيته بعد ذلك إلى رئيس امن ولاية الأغواط، حيث مكنته خبرته بخبايا الجماعات الإرهابية من تصفية عدد من الرؤوس التي كانت تثير الرعب ببومرداس ووصل مداها إلى العاصمة وما جاورها. وفي نفس السياق، عززت الأجهزة الأمنية تواجدها على المحيط الذي تتواجد فيه الثانوية الفرنسية “ألكسندر دوما” المحاذية لمقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي تحسبا لاستهدافها من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة خاصة وأن أبناء الدبلوماسيين ينتسبون إليها بمعية أبناء إطارات ورجال الأعمال الجزائريين، وقد امتدت إلى إزالة جميع أكشاك المأكولات الخفيفة والمقاهي المتواجدة على طول الطريق الرابط بين كلية الحقوق والإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون في المنطقة المسماة “ليزاسفودال” والتي تعرف حركة غير عادية خلال السنة الجامعية، حيث تعود هذه الأكشاك إلى ثمانينيات القرن الماضي وبنيت بطريقة فوضوية. وكان الوزير الأول قد شدد على ضرورة اليقظة لمنع الجماعات الإرهابية المسلحة من تنفيذ جرائمها والتأثير على استقرار البلاد، بعدما أضحت تستهدف الكل سواء تعلق الأمر بالعسكريين أو الفلاحين أو الهياكل القاعدية للإدارة”، أخطرها كانت العملية الأخيرة التي استهدفت الأكاديمية العسكرية بشرشال، حيث قال “إن الإرهاب يبقى إرهابا”، مضيفا في نفس الإطار، أن العمليات الإرهابية الأخيرة بينت وحشية الإرهاب، قائلا “قوات الأمن والجيش الشعبي الوطني مجندون من أجل محاربة الإرهاب لكن الدولة تبقى بحاجة أيضا إلى تجنيد المواطنين من أجل اليقظة وخاصة ما تعلق الأمر بالمعلومات”.