يقبع حمام سيدي طراد، في أعالي منطقة الزيتونة والتي تبعد بنحو 23 كلم، وبالضبط في شرق عاصمة الطارف، حيث تحيط به أشجار السنديان وغابات الدفلة الوافرة الظلال، أين يتمتع الزائر إلى هذا الحمام بموقعه السياحي المميز، خاصة أن مياهه الساخنة التي تتدفق من الينابيع والصخور المتراصة صنعت منه شفاء للناس من مختلف الأمراض المزمنة. يتوافد على حمام سيدي طراد نحو 3آلاف زائر عند نهاية الأسبوع، من أجل الراحة وصفاء الذهن، بالإضافة إلى إطلاق العنان لريشتهم لرسم المناظر الخلابة ونقلها للسواح والأجانب عبر الألواح الزيتية أوما تجود به قريحتهم، لتنظيم أبيات شعرية. هذا هو سيدي طراد، الذي اكتشفنا سحره، خلال زيارتنا لهذه المنابع الحموية والتي تشفي المرضي من الروماتيزم والشلل، وكذلك الأمراض الجلدية، والتهاب اللوزتين وأمراض أخرى منها الحساسية وكذلك الحروق والالتهاب الرئوي المزمن، إلي جانب تصلب الشرايين.. وهي مياه حقيقية صالحة لعلاج مثل هذه الأمراض، حسب بعض الأطباء المختصين، خاصة في فصلي الشتاء وبداية الخريف حتى فصل الربيع، وهي الفترة الأكثر ملائمة للمصابين بالحساسية والطفح الجلدي. وخلال لقائنا ببعض الزوار، أكدوا ل”لفجر” أن القائمين على هذا الحمام يساعدونهم في اختيار الأماكن الحموية، وذلك طبقا لدرجة الحرارة التي تعادل ضغطهم الدموي وحتى طبيعة الأمراض التي يعانون منها، حيث أن المسؤول على المركب يعتمد على سجل من الحجم الكبير لتسجيل مواعيد الزيارات وحتى نوع المرض الذي يعاني منه. وفي سياق متصل، اقترح بعض المنتخبين المحليين تحويل مركب سيدي طراد إلي مشروع استثماري سياحي بامتياز، وذلك من خلال ما يكتنزه من موارد هامة، والتي ترشحه أن يدخل ضمن أحسن المناطق الحموية في العالم، وذلك بإنجاز مجمع كبير يحتوي علي مطاعم فاخرة وقاعات للعلاج وفنادق وحتى شاليهات.. لأن المبني الحالي عبارة عن حمام تقليدي بجناحين واحد للرجال و آخر للنساء وقاعتين للتسخين مجهزتين بوسائل جد متطورة ومركز تجاري، وكذلك مسبحين وشقق في الغالب ضيقة. وحسب تقرير المجلس الولائي، فإن هذا المشروع التنموي بحاجة إلى دعم مالي لتحويله إلى مجمع طبي حديث له عدة لواحق تليق بمستواه السياحي والعلاجي، مثل إنجاز قاعتين للعلاج بالمياه المعدنية ذات الطابع الحموي وقاعتين لإعادة تأهيل الأعضاء والجسم، وكذلك حمامات بخارية ووحدة للبحث العلمي وحتى فنادق لإيواء المرضي القادمين من الولايات البعيدة. وعلى صعيد آخر طالبت العائلات القاطنة بجوار المركب بضرورة تعزيز الطرقات التي مازلت في أغلبها ممرات ترابية، كما يشتكي سكان بلدية الزيتونة، وهي التي تحتوي حمام سيدي طارد، من نقص وسائل النقل التي تعد هاجس آخر طالما أرق المسؤولين وساهم في ترييف هذا الدوار الكبير.