قال ممثل قبائل توارڤ ليبيا، إسحاق أغ الحسيني، ل”الفجر”، إن الأوضاع الإنسانية لتوارڤ ليبيا، تزداد سوءاً يوما بعد يوم، منذ إحكام المجلس الانتقالي الليبي قبضته على زمام الأمور، حيث أفرز تواصل الهجمات ضدهم إلى تسجيل حركة هجرة كبيرة بحر الأسبوع الأخير، نحو مالي والنيجر وبعضهم واصل السير باتجاه بوركينا فاسو. وقدم المتحدث صورة سوداوية عن الأوضاع الإنسانية لتوارڤ ليبيا، الذين أصبحوا محاصرين، وغير مرغوب فيهم في البقاء في ليبيا، التي يعتبرونها وطنا ليس له بديل، مشيرا إلى أن عددا منهم شد الرحال نحو الجنوب باتجاه مالي والنيجر، فيما ذهب البعض الآخر نحو بلدان إفريقيا كبوركينا فاسو، فضلا عن الأعداد التي دخلت الجزائر مع العد التنازلي لتراجع أنصار القذافي خلال الحرب. وتحدث إسحاق أغ الحيسني، الذي سبق وأن وجه نداء باسم تنسيقية توارڤ ليبيا، إلى أعضاء المجلس الانتقالي للكف عن مطاردتهم وأعمال الإبادة التي تستهدفهم، والدعوات المتكررة لترحيلهم عنوة من ليبيا، بحجة أنهم كانوا في وقت سابق يدعمون نظام العقيد معمر القذافي ودعموه في المراحل الأولى من الحرب. وتأسف إسحاق أغ الحسيني، عن الحلول القليلة المتوفرة لدى توارڤ ليبيا في الوقت الراهن، بالنظر لعدم التزام المجلس الانتقالي الليبي لدعوات المنظمات الإنسانية المختلفة، والتي يعد آخرها التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية أمنيستي أنترناسيونال، حيث وجهت نداء للمجلس للانتقالي للكف عن أعمال الانتقام ضد أنصار القذافي مقابل حث البلدان الأوروبية على استقبالهم وتخصيص نسبة مهمة في الحصص التي تمنحها للاجئين لدخول التراب الأوروبي. وتجدر الإشارة إلى أنه حتى العناصر الترڤية التي دخلت التراب المالي والتحقت بقبائل “الأزواد” المتواجدة بالمنطقة الشمالية، سوف لن تحظى بنفس المستوى المعيشي الذي كانت تتمتع به في ليبيا، بالنظر لكون المنطقة الشمالية بمالي قاحلة وفقيرة، ولا توفر نفس مستوى الاهتمام الذي تحظى به المناطق الأخرى، وهي الأسباب التي أدت إلى نشأة حركة متمردي التوارڤ والدخول في مواجهات مع الجيش المالي. وعلى الرغم من تمسك توارڤ ليبيا بالبقاء في الجماهيرية، إلا أن توارڤ مالي يعتبرون أن عودة العديد من توارڤ ليبيا إلى ديارهم أمر أيجابي ومن شأنه الضغط على باماكو للاعتناء بهم على غرار بقية السكان. وحسب الأوضاع الراهنة لا تزال ليبيا مصدرا لحركة هجرة قبائل التوارڤ الليبيين والأفارقة الذين التحقوا بليبيا خلال أيام الحرب، فضلا عن الأفارقة القادمين من مالي والنيجر وتشاد، والذين كانوا يقيمون بالجماهيرية كالبيظان والتوارڤ غير الليبيين، وهذا لكونهم يواجهون الآن مصير أعمال طرد وتصفية جماعية بعد أن كانوا أيام حكم القذافي يحظون بنفس الامتيازات التي تتمتع بها قبائل الفزازنة والحساونة المتمركزة بالجنوب.