حاول، زوال أمس، بعض عمال مؤسسة النقل الحضري لولاية الجزائر (إيتوزا) الانتحار أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بضرب رؤوسهم بواسطة الحجارة والآجر، بينما صعد آخرون سور مقر اتحاد العمال الجزائريين، مهددين برمي أنفسهم وسط دهشة المارة وحيرة أفراد الشرطة الذين حاولوا امتصاص غضب المحتجين. بعد محاولات عديدة قام بها عمال مؤسسة النقل الحضري (إيتوزا) من أجل مقابلة مسؤولي فيدرالية النقل بالمركزية النقابية قصد التدخل لدى إدارة المؤسسة من أجل صرف مستحقاتهم العالقة والمتمثلة في أجورهم وتعويضات الصندوق الوطني للتأمين على البطالة بعد عملية التسريح التي تعرضوا لها عام 1998 وطالت العملية آنذاك 269 عامل، منهم 125 عامل لم يتلقوا حتى الآن التعويض عن 9 سنوات، وتم إعادة إدماجهم عام 2007 من جديد في مناصبهم، ومنذ ذلك التاريخ وهم يطالبون بتسوية وضعيتهم بالرغم من اعتراف وزارة العمل والمؤسسة بأن خطأ تقنيا ارتكب لدى عملية تقليص المناصب، وحتى وإن تم صب الغلاف المالي المقدر ب 956 مليون سنتيم في حساب الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لتعويضهم، إلا أن ذلك لم يحدث، ما جعل العمال ينقلون غصبهم نحو المركزية النقابية. وقال بعض العمال المحتجين في تصريح ل “الفجر”، الذين تجمعوا أمام مدخل البوابة الرئيسية لمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين وعلامات الغضب بادية على وجوههم وبنبرة الحسرة والأسى على حالهم: “لقد ظلمنا في السابق ونحن الآن نطالب بحقنا، لكن حتى الأبواب أغلقت في وجوهنا، ما ذنبنا نحن، ماذا فعلنا؟”. وبعد منع المحتجين من الدخول إلى مقر المركزية النقابية، اغتنم بعضهم فرصة الجو المشحون وصعدوا إلى أعلى البوابة الرئيسية، وهددوا برمي أنفسهم، فيما ارتمى آخرون على الأرض وأمسكوا بقطع من الحجارة والآجر ذات الحجم الكبير وانهالوا بها ضربا على رؤوسهم وسط صراخ وصيحات زملائهم، ليتدخل رجال الشرطة الذين كانوا هناك بالزى المدني ومنعوا حدوث كارثة بعدما أصيب أحد العمال بإغماء وحالة هستيريا وتشنج عضلي استدعى اتصال أحد ضباط الشرطة بمصالح الحماية قصد إرسال سيارة إسعاف لنقل المصاب إلى المستشفى.