يرى إبراهيم فخار، صحفي بقناة "فرانس 24"، أنه إذا ثبتت السلطة على فتح المجال السمعي-البصري، ستشجع على عودة الكثير من الصحفيين الجزائريين العاملين في القنوات الأجنبية للمساهمة بخبرتهم في تطوير هذا القطاع في تجربته الفتية، وسيرجع قرار كهذا هيبة المدرسة الوطنية للصحافة ومعهد الإعلام من خلال الفرص الكثيرة التي سيوفرها هذا الانفتاح للمتخرجين الجدد. ويتصور صحفي "فرانس 24" أنه في ظل بروز منافسة إعلامية بين القنوات التلفزية التي سترى النور، ستفقد قنوات التلفزيون الجزائري التابعة للدولة مكانها، إذا ما لم تطور برامجها وتواكب الانفتاح السمعي-البصري، وإلا فسيكون محكوم عليها بالزوال. أما هامش الحرية التي ستتمتع به القنوات الخاصة، فحسب فخار، لن تكون مائة بالمائة، بل نسبية، الأمر الذي يتطلب استغلال الراهن الدولي لافتكاك المزيد من المكاسب، فلا يجب نسيان أن السلطة إلى وقت قريب جدا كانت ضد فتح السمعي- البصري، والظروف العربية وبشكل أخص الثورات العربية التي شهدتها بعض البلدان، ساهمت الى حد كبير في تطويع نظرة السلطات في هذا المجال. ودعا الصحفي الجزائري العامل في القناة الفرنسية، رجال الإعلام في الجزائر إلى العمل على الحصول على مكاسب أخرى في حقل الإعلام وخاصة السمعي -البصري، وهي مكاسب لا يمكن التراجع عنها فيما بعد، تماما مثلما حدث غداة 5 أكتوبر 88 حين شهدت الجزائر خريفا ديمقراطيا أنتج انفتاحا على مصراعيه في مجال الصحافة المكتوبة. وقال المتحدث إنه لتفادي سقوط السمعي-البصري في تجربة تقلص الحريات في الصحافة المكتوبة يتوجب تقنين المكاسب التي ستجنيها في هذا الإطار، والشيء المهم جدا هو توفير حرية الوصول إلى المعلومة والشفافية في التمويل ورفع يد الدولة عن الإشهار، وفي نفس الوقت حماية القنوات التلفزيونية الخاصة من التحيز لجهة من الجهات. وشدد المتحدث على ضرورة أن تكون سلطة الضبط الخاصة بالسمعي -البصري أقوى من نفوذ رجال المال والسياسة لتجنب الوقوع في فخ التحيز والتبعية والعودة إلى الأحادية الإعلامية من جديد، فلا نريد مشاهدة قنوات تلفزيونية "برلسكونية".