يرفع الستار، عشية اليوم، عن فعاليات الدورة السادسة عشرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، الذي احتضنه المركب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة على مدار العشرة أيام الماضية، حيث تشير الإحصائيات إلى تراجع كبير في عدد زوار المعرض هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية التي تجاوز عددهم المليون زائر حسب المحافظ إسماعيل أمزيان. شهدت أجنحة سيلا 16 هذه السنة إقبالا محتشما لم يرق إلى طموحات الناشرين الذين شاركوا في هذه الطبعة، إذ لم يبلغ عدد زوّار المعرض إلى غاية عشية أول أمس ال 70 ألف زائر بما في ذلك ممثلو الأسرة الإعلامية الذين يتجاوز عددهم ال100 صحفي كلفوا لتغطية الحدث، وكذا الناشرين والمرافقين لهم والذين أجبروا جميعاً على دخول الخيمة المخصصة لاحتضان الحدث، كأنهم زوار يتوافدون على المعرض يوميا بالإضافة إلى رجال الأمن والمكلفين بالحماية، وعمال محافظة المهرجان، حيث يقوم العداد الذي وضع على المداخل الأربعة للمهرجان، باحتساب كل هؤلاء، منذ الدقائق الأولى لافتتاح المعرض وحتى الدقائق الأخيرة لاختتامه، مع العلم أنّ هؤلاء الذين يقدرون بالمئات يدخلون إلى أجنحة المعرض بين 3 إلى 4 مرات في اليوم الواحد، إلا أن المحافظة الخاصة بالمهرجان تقوم باعتبارهم زوارا للمعرض شأنهم شأن الآخرين، ما يجعل هذا الرقم الذي يدون على العدادات الموجودة في مداخل المعرض مشكوك فيه. الجمارك توقف البزنسة بالكتاب الديني في الوقت بدل الضائع بعيداً عن عدد الزوار الذين كان محافظ المهرجان، إسماعيل مزيان، يتمنى أن يكون أكثر من السنة الفارطة، وجهزّ الخيم على هذا الأساس، كانت الأيام الأولى للمعرض وحتى عشية أول أمس، تعرف تلاعبات على مستوى خروج وبيع الكتب المعروفة في الأجنحة، حيث كان رجال الأمن والحماية يسمحون بخروج الكتب جملة وبأعداد كبيرة، في الوقت الذي كان عليها منع ذلك، منذ الأيام الأولى لكنها تفطنت إلى الأمر في الوقت بدل الضائع للحدّ من المتاجرة بالكتب بعد أن ميزت هذه الظاهرة كل أيام المعرض مند انطلاقة في الساعات الأولى، حيث شهد المعرض خروج العديد من الطرود المعبأة بالكتب من كل الأصناف وأمام مرأى أعوان الجمارك، كما اعتبر وإلى غاية يوم الأربعاء خروج مجموعات الكتب شيئا عاديا ولا يستدعي التدخل إلى أن شددت مصالح الجمارك، أول أمس الخناق، على مخارج المعرض ومنعت المتاجرين بالكتب من الخروج بها على اعتبار أن ذلك غير قانوني. حرارة خانقة وحضور محتشم ما ميز خيام المعرض الدولي للكتاب هو الحرارة الخانقة التي أثرت من جهة على العارضين على اعتبار تواجدهم المستمر داخل أجنحة العرض وعلى رواد المعرض وزائريه من كل المناطق الجزائرية الذين اشتكوا عدم تكفل محافظة الصالون بهذا المشكل الذي منع الزوار من أخذ راحتهم داخل الأروقة للبحث عن عناوينهم المفضلة، وأجبرهم في كل مرة على الخروج للراحة وأحيانا دفعتهم إلى الخروج بلا عودة، وهو أحد الأسباب التي أفرغت المعرض من زواره وحرمت المهتمين بالكتب من الاحتكاك بدور النشر لمدة أطول. النقل والخدمات.. هاجس كل طبعة مرة أخرى طفت على السطح مشكلة النقل والخدمات التي ترهق كاهل الجمهور المتتبع لفعاليات الصالون الدولي للكتاب المنظم بالمركب الرياضي محمد بوضياف خاصة وأن المواطنين وجدوا صعوبة في التنقل يوميا إلى المعرض بسبب عدم توفر وسائل النقل الضرورية، حيث وصف بعض مرتادي المعرض موقع المركب الرياضي بالمعزول عن شبكة النقل مما يضطرهم إلى النزول في محطات بعيدة عن مكان العرض ومواصلة المسافة سيرا على الأقدام، إلا أنه حتى من يملك وسلة نقل خاصة لا ينجو من اختناق السير الذي ميز المسالك المؤدية للمعرض، من جهة أخرى اشتكى الزوار من نوعية الخدمات المقدمة على جميع المستويات الذي لم يضاهي ارتفاع أسعارها ما وضع الزوار تحت رحمة التجار. إهمال منقطع النظير للبرنامج الأدبي على الرغم من أن الطبعة السادسة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، قد انعقد وسط ردود أفعال متفاوتة بين مرحب ورافض لأن يكون البرنامج الأدبي الخاص بالمعرض خالي من الأسماء العربية والعالمية الرائدة في مجال الآداب والثقافة والفكر، إلا أن خيبة هؤلاء المهتمين بالشأن الثقافي كانت كبيرة، وتتزايد يوما بعد آخر، حيث كانت أغلب المحاضرات تكرارا لما جاء في فعاليات مهرجان الأدب وكتاب الشباب الذي انعقد مؤخراً بالعاصمة، حيث كانت أغلب الأسماء التي شاركت في ذلك المعرض وفي ذات الندوات هي التي عادت وتربعت على البرنامج الأدبي الخاص ب”سيلا”، في الوقت الذي حرم عدد كبير من الكتّاب والشعراء والنقاد الجزائريون من الحصول على فرصة للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة. كما كان لغياب الأسماء الثقافية اللبنانية الكبيرة الأثر الكبير على هذا المعرض الذي احتفى بالأدب والثقافة اللبنانية، وسط غياب لرواد الثقافة والفكر والأدب هناك، أمثال الشاعر الكبير بوول شاوول، والروائي أمين معلوف، والروائية ليلى بعلبكي وجوزيف عيساوي وغيرهم من الأسماء المهمة الأخرى.