أعلن أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن الحلف بات على وشك إنهاء العملية في ليبيا. وقال راسموسن في مؤتمر صحفي عقد أمس بالعاصمة البلجيكية بروكسل إن قرار إنهاء عمليات الناتو في ليبيا سيتم اتخاذه من خلال تحليل شامل للوضع في هذا البلد، وذلك بالتعاون مع الأممالمتحدة والسلطات الليبية. أكد الأمين العام للناتو أن الحلف لا ينوي مواصلة العملية أكثر من المدة المطلوبة وحتى بيوم واحد، مشيرا إلى أنه تم في سبتمبر الماضي تمديد العملية في ليبيا لمدة 90 يوما آخر وستستمر إلى غاية توفر الظروف الملائمة لانتهائها، مشيرا إلى أن ذلك القرار لن يكون له علاقة بمصير العقيد الهارب، معمر القذافي، مضيفا أن السلطات الليبية الجديدة هي التي ستقوم بالبحث عن القذافي وتقرير مصيره. ولخص الأمين العام للناتو مشاكل الناتو في ثلاث نقاط، هي: اعتماد الحلف على شريك واحد فقط، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما يخص استعمال الطائرات بدون طيار وهذا أمر غير مقبول، كما عانى الحلف من نقص فاضح في الجانب الاستخباراتي، إلى جانب عدم امتلاكه القدرات الكافية من الطائرات التي تزود مقاتلات الحلف بالوقود في الجو. وفي عرض حديثه، رد الأمين العام للحلف الأطلسي على أسئلة تتعلق بقضية تهريب 10 آلاف صاروخ أرض-جو من ليبيا إلى جماعات إرهابية ومنها تهريب 10 آلاف صاروخ أرض-جو تحدثت عنها الصحافة الدولية، أكد حلف الناتو أن الأمر يدعو للقلق رغم أن حلف الأطلسي لا يعقب على معلومات استخباراتية، إلا أن الأمين العام أكد على قلق الناتو من انتشار الأسلحة في لبيا وتهريبها لتقع في أياد آثمة. راسموسن شرح للصحفيين بأن الجهة المسؤولة عن تأمين ومراقبة السلاح هي السلطات الليبية، حسب قرار مجلس الأمن 2009، وعليها تقع مسؤولية مراقبة أماكن تخزين الأسلحة وأن تسحب الأسلحة من الشوارع، مذكرا أن الحلف الأطلسي ليست له إمكانية القيام بذلك لان لا وجود لجنود تابعين له على الأرض وعملياته تتلخص في الضربات الجوية والمراقبة البحرية. ورغم أهمية الملف الليبي الذي أعاد للحلف الأطلسي معنوياته بعد خسائره المتكررة في أفغانستان لم ينس الأمين العام استعراض باقي الملفات التي ستقدم لاجتماع وزراء الدفاع هذا الأسبوع، بينها الوضع في أفغانستان الذي أكد بخصوصه أن الناتو لن يغادر أفغانستان لأن له شراكة استراتيجية مع هذا البلد وحتى لا يسمح بعودة بؤرة إرهاب إلى التشكل من جديد واعتبر أن ما تم إنجازه في هذا البلد كبير جدا، وأضاف بأن الناتو يستمر في تأهيل الجيش ومختلف قوات الأمن الأفغانية لتحمل مسؤوليتها مستقبلا. وفيما يخص التحضير لمؤتمر شيكاغو في شهر ماي المقبل، فقد تحدث الأمين العام مطولا عن رؤيته للدفاع الإستراتيجية وضرورة مشاركة البلدان الأعضاء بمشاريع ملموسة لتحقيق ذلك، واعتبر أن فكرة ”الدفاع الذكي” التي ينادي بتطبيقها تتماشى مع الوضع المالي المتأزم في الدول الأعضاء والذي لا يسمح لها بصرف أموال جديدة يتم رصدها لذلك بل فكرتنا هي تقاسم الأعباء والاستفادة من التخصصات في كل بلد لنحقق أمن الجميع وبأقل تكلفة ممكنة وهذا قابل للتحقيق. كما أضاف الأمين العام للناتو الذي بدأ يرى التطبيق الأولي لفكرة الدرع الصاروخية التي دافع عنها بحدة لأنها غير مكلفة وتساعد على حماية الدول الأعضاء، وفكرة الحماية الصاروخية كانت تطبق بصفة جزئية في حماية الجيوش والمنشآت العسكرية، وتم توسيعها تحت مسؤولية الأمين العام الحالي لتشمل حماية المدنيين. الناتو يأمل أيضا في أن يوافق قادة الدول على الاستثمار في تحقيق ما يحتاجه الحلف من عتاد، حسب ما تم رصده في عملية ليبيا.