صدق مجلس الشيوخ الأمريكي، الاثنين، بالإجماع على تعيين السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد في منصبه، وذلك بعد تأجيل المصادقة عليه سنة، بسبب رفض الجمهوريين عودة سفير أمريكي إلى سوريا. وقد عين فورد قبل نحو عام من قبل الرئيس باراك أوباما في منصب السفير في دمشق، خلال عطلة مجلس الشيوخ، بعد سحب السفير الأمريكي عام 2005 إثر توتر العلاقات بين البلدين، ولكن الجمهوريين رفضوا التصديق على تعيينه معتبرين أن تعيين سفير أمريكي بدمشق سيشكل نصرا دبلوماسيا للقيادة السورية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن التصديق على تعيين فورد تم أمس بالإجماع، بعد ضغوط من إدارة أوباما باتجاه التصديق عليه. وتتهم السلطات السورية السفير فورد بالتدخل في الشؤون الداخلية وتحريض المتظاهرين المعارضين للرئيس بشار الأسد. وكان قد تعرض قبل أيام لهجوم بالحجارة والطماطم على يد مؤيدين للنظام وحاصروه لأكثر من ثلاث ساعات، خلال زيارة كان يقوم بها إلى مكتب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا المحامي حسن عبد العظيم في دمشق. وجاء هذا الهجوم على السفير الأمريكي على إثر مشاركته مؤخرا رفقة نظيره الفرنسي في عزاء الناشط غياث مطر الذي قتل تحت التعذيب. واتهمت هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، النظام السوري بالوقوف خلف الاعتداء على السفير الأمريكي لدى زيارته مكتب رئيسها حسن عبد العظيم وسط العاصمة دمشق. كما انتقدت الإدارة الأمريكية الاعتداء واعتبرته محاولة لترهيب الدبلوماسيين، وعدته وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أمرا "غير مبرر على الإطلاق"، وقالت "ناقشنا على الفور هذا الحادث مع الحكومة السورية ونطالبهم باتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية دبلوماسيينا وفقا لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي". وفي الثامن من جويلية الماضي، أثار فورد خلافا مع الحكومة السورية عندما زار المتظاهرين في مدينة حماة. وأدانت الحكومة السورية الزيارة ووصفتها بأنها "استفزازية". ورد أنصار النظام السوري في 11 جويلية الماضي على زيارة فورد ونظيره الفرنسي باقتحام السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق، ما أسفر عن إصابة موظفين في السفارة الفرنسية بإصابات طفيفة وأدان مسؤولو البلدين بشدة ما حدث.