أصدر عدد من كُتاب الأعمدة الصحافية في عدة صحف مستقلة مقالاتهم بيضاء بتوقيعهم فقط أمس كنوع من الاحتجاج السلمي ضد الرقابة العسكرية على الصحف، وذلك في استجابة سريعة لمبادرة ”الأعمدة البيضاء”، التي دعا إليها صحافيون مصريون احتجاجاً على التدخل العسكري في الصحف المصرية، فيما يجتمع رؤساء تحرير الصحف المستقلة بداية الأسبوع المقبل لوضع خطة تصعيد ضد الرقابة العسكرية على الصحف المصرية، والتي قد تصل إلى الاحتجاب الكامل في الأول من نوفمبر القادم. وأطلق الصحافي المصري عصام الزيات مبادرة ”الأعمدة البيضاء” بعد ما حدث من مصادرة لثلاث صحف مصرية خلال الأسبوعين الماضين، وفي السياق ذاته نظم الصحافيون المصريون وقفة احتجاجية الأربعاء أمام نقابة الصحافيين احتجاجاً على ما سمّوه ”الرقابة العسكرية على الصحف”. واستجاب الكاتب الصحافي خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة ”اليوم السابع”، وصدر عموده اليومي في الصحيفة بعدد أمس الأربعاء في مساحة بيضاء، وكذا عمرو الليثي رئيس تحرير صحيفة ”الخميس”، والكاتب عادل حمودة رئيس تحرير جريدة ”الفجر”، والكتاب بلال بفضل ووائل عبدالفتاح وعبدالفتاح علي وسعيد شعيب ومحمد عبدالقدوس ود نصار عبدالله. وكشف صحفيون مصريون، حسب مصادر إعلامية، أن الرقابة على الصحف المصرية عادت لأسوأ مما كانت عليه قبل الثورة، فالرقيب أصبح اليوم رقيباً عسكرياً، حيث يتواجد في مطابع صحيفة ”الأهرام” المصرية والجمهورية والأخبار، وهي الصحف التي تقوم بطبع وتوزيع الصحف المستقلة والحزبية، يوجد في هذه المطابع ممثل عسكري يقوم بقراءة الصحف قبل صدورها وقد صادر قبل ذلك صحيفة ”صوت الأمة” و”روز اليوسف” و”الفجر”. وكانت عدة صحف قد تعرضت للمصادرة أو وقف النشر خلال الأسبوعين الماضيين، أبرزها وقف طباعة ”روز اليوسف” بسبب نشرها موضوعاً حول المخابرات، وهو ما ردّ عليه كاتب الموضوع الصحفي عنتر عبداللطيف بالاعتصام في النقابة.