علمت “الفجر” من مصادر مطلعة أن قوات خفر السواحل الاسبانية تمكنت من توقيف صباح أول أمس مجموعة من الحراڤة الجزائريين تضم 8 شبان تتراوح أعمارهم ما بين 19 و35 سنة، فيما تمكن الحراق التاسع من التسلل إلى شواطئ جزيرة بالما ديمايوركا بالمياه الإقليمية الإسبانية. واستنادا لذات المصادر، فقد تمت العملية بعد نجاح 9 حراڤة جزائريين في بلوغ الضفة الأخرى من المتوسط، بعدما أبحروا نهاية الأسبوع المنصرم باتجاه جزيرة بالما دي مايوركا، التي تعد أقرب جزيرة إسبانية، وذلك انطلاقا من منطقة دلس الساحلية بولاية بومرداس، على بعد حوالي 100 كلم شرق الجزائر العاصمة. وحسب ما أفادت مصادر محلية متطابقة، فإن الحراڤة التسعة الذين ينحدرون من منطقة دلس، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و25 سنة أبحروا ليلة الثلاثاء الماضية على ظهر قارب خشبي صغير الحجم بطول 4.8 متر مزود بمحركين بقوة 40 حصانا، باتجاه الجزيرة الاسبانية، وتزودوا بكمية من المؤونة متمثلة في دلاء من البنزين وأمتعة خاصة بالرحلة البحرية، إضافة إلى جهاز “جي بي أس” أو ما يعرف بجهاز تحديد المواقع عبر الساتل، وكمية من الماء ومعجون التمر الذي يعتبر غذاء متكاملا عادة ما يعتمد عليه البحارة والصيادين لمقاومة الجوع الشديد في عرض البحر. وذكرت ذات المصادر أن هؤلاء الحراقة يتميزون بدراية واسعة بخبايا وشؤون الملاحة البحرية، باعتبارهم ينحدرون من مدينة ساحلية عريقة يشتهر سكانها بالصيد البحري منذ القدم، حيث اغتنموا فرصة استقرار الأحوال الجوية للإبحار، وتمكنوا من قطع مسافة تزيد على 250 كلم في عرض البحر في ظرف 20 ساعة على الأقل، وقاموا بعدها بالاتصال بذويهم لتأكيد عملية وصولهم، غير أن فرحتهم لم تدم طويلا بعد أن كانت قوات خفر السواحل الإسبانية لهم بالمرصاد.