شب، فجر أمس في حدود الرابعة والنصف صباحا، حريق مهول بمحلات “الشيفون” الكائن بمقر الأروقة السابق في حي الصفصاف، حيث أتت النيران على 400 محل لبيع الملابس القديمة. وأفادت أولى المعلومات المستقاة من عين المكان، أن أسباب الحريق تبقى مجهولة لأنه لم يتم التوصل إلى تحديدها بعد، علما أن الحارس كان قد أصيب بحروق بليغة من الدرجة الثالثة، لازال يرقد على إثرها بالعناية المركزة بمستشفى ابن رشد الجامعي. وخلال لقاء “الفجر” مع تجار هذه السوق، أكدوا أن الحريق كان بفعل فاعل، ناجم أساسا عن جملة الصراعات الدائرة بين الشركاء، باعتبار أن الأروقة هي شركة ذات أسهم، كان قد عاد إليها مسيرها الأول بحكم صادر عن العدالة، لينصب نفسه المدير المسير، ما لم يهضمه المساهمون، الذين سبق وأن عقدوا جمعية عامة لتحديد المدير المسير وفقا لانتخابات والقانون الأساسي الخاص بالشركة ذات الأسهم المحدودة، تم تنظيمها بفندق “الميريبوط”، لتندلع فيما بعد محاولات كثيرة تهدف لغلق الأروقة آخرها كان بتاريخ 17 من شهر ماي المنصرم، عندما فوجئ قرابة 800 تاجر بغلق محلاتهم دون سابق إنذار، ليتجهوا إلى مقر الأمن، ويستدعوا القوة العمومية لإعادة فتحها ومزاولة نشاطهم. وتجدد الصراع، أول أمس، عندما استدعى المساهمون عناصر الشرطة لدخول الأروقة ومزاولة مهامهم، ما خلق جوا مشحونا بينهم وبين المدير المسير، انعكست أمس على الأروقة التي سرعان ما شبت بها النيران التي بوشرت تحقيقات بخصوصها للتوصل إلى تحديد أسبابها الحقيقية. وتجدر الإشارة إلى أنه أثناء اندلاع النيران كان قد تنقل التجار في حركة احتجاجية إلى مقر الولاية، مطالبين بإنصافهم بسبب خسائرهم المالية التي ذهبت أدراج الرياح، بسبب خلاف لم يتم إعلامهم به، ليتخذوا إجراءاتهم الخاصة بإنقاذ أموالهم التي تفحمت عقب أكثر من 8 ساعات من اشتعال النيران سبق وأن كانت وراء سيناريو مماثل خلال شهر جانفي من السنة الجارية، عندما شبت ألسنتها في ساعة الفجر بسوق الألبسة المستعملة في الحطاب، وأتت على قرابة ال 700 محل تجاري وقطعت رزق أكثر من 1500 عائلة.