مع اقتراب عيد الاضحى يكثر الحديث عن اقتناء الأضاحي، لتبدأ كل عائلة دراسة الإمكانيات والحلول لتأمين مبلغ كبش العيد بالنسبة للحريصين عليها، في حين يستغني البعض عن هذه السنة مراعاة أولويات أخرى أو تحت وطأة الظروف المادية. عندما يبدأ العد التنازلي لأيام العيد تجد العائلات الجزائرية على قدم وساق من أجل التمكن من تطبيق السنّة والالتزام بالأضحية، التي تصبح مطلبا ملحا عند الأطفال الصغار وحتى الزوجات اللاتي يأبين أن يختلفن عن الأقارب والجيران. وأمام هذه الضغوطات يجد رب العائلة نفسه في حرج كبير. مواطنون يشدون الحزام لاقتناء أضحية العيد تلجأ العديد من العائلات الجزائرية، قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك، إلى التوفير والتقشف وضبط الميزانية الخاصة بشراء أضحية العيد، خاصة في ظل احتمال ارتفاع أسعار هذه الأخيرة الى مستويات أعلى عما كانت عليه خلال المواسم الفارطة ،نتيجة عوامل عديدة، من بينها المرض الذي أصاب رؤوس الماشية في بعض الولايات، بالإضافة إلى تغير الظروف المناخية وكميات الأمطار المعتبرة التي تساقطت في الفترة الأخيرة، ناهيك عن الإقبال الكبير على بعض الأنواع والسلالات الجيدة من طرف المواطنين الجزائريين الذين يثقون كليا في لحومها. ولهذه الأسباب بدأ الكثيرون بشد أحزمتهم، والتوفير قدر المستطاع، أو اقتطاع جزء من كل مرتب بالنسبة للعائلة التي تضم عددا من الأفراد العاملين، وهو ما يعتبر حلا مناسبا. أما بالنسبة لمن لا تتوفر لهم هذه الإمكانية، فإنهم انطلقوا في رحلات البحث والتقصي عن المناطق التي تعرف وفرة في الإنتاج بأسعار مناسبة. كما أن بعض العائلات فضلت الاتصال بأقاربها ومعارفها المتواجدين ببعض المناطق السهبية والداخلية لشراء أضحيات العيد مسبقا. الاشتراك في أضحية واحدة..! يبدو الاشتراك في أضحية واحدة الحل الأنسب بالنسبة للبعض الآخر، وهو ما دأب عليه الكثيرون منذ فترة، حيث يقول أحد المواطنين إنه يتفق كل سنة مع شقيقه على شراء أضحية واحدة، ما يكلفهما مبلغا ماليا أقل، ويساهم في إدخال الفرحة والبهجة الى قلوب الأطفال، ويرحم جيوبهما. هذا ما ذهب إليه البعض ممن حدثناهم، على غرار كمال الموظف، الذي لا يزيد دخله عن 25 ألف دج، والذي يضطر في كل مرة إلى الاشتراك مع أخيه أوأحد أصدقائه لاقتناء أضحية تدخل الفرحة في قلوب طفليه، مضيفا أنه يحاول اقتناءها قبل العيد بفترة قبل التهاب الاسعار. من ناحية أخرى اعتبر أحد المواطنين أن اقتناء أضحية العيد قبل فترة طويلة من العيد ليس حلا مناسبا لجميع العائلات إلا للذين يملكون مكانا يتركونها فيه، كحديقة المنزل أو غرفة إضافية أو بالسطح.. أما بالنسبة لبقية العائلات فإنها لا تتمكن من ذلك، حتى إن قامت بجلبه قبيل العيد بأيام، بالإضافة الى أنه ما توفره في سعره تنفقه في شراء الكلأ والعلف، ما يعني أن المصاريف لا تتغير. وللبعض أولويات أخرى.. من جهة اخرى، العديد من العائلات، خاصة تلك الحديثة النشأة، تتخلى عن أضحية العيد مفضلة اقتناء أغراض منزلية تعتبرها ضرورية وبالغة الأهمية.. هذا ما ذهيت إليه مليكة التي تزوجت منذ أربعة أشهر وتقيم في منزل جديد تنقصه الكثير من التجهيزات، قائلة: “في هذه الفترة يجب أن أقتني غسالة لذلك فأنا أوفر حتى نتمكن من اقتنائها، لذلك فلن نتمكن هذا العيد من شراء الاضحية”. نفس الشيء بالنسبة للسيدة أمينة، التي ترغب في شراء جهاز كمبيوتر لابنتها كانت قد وعدتها به بعد نجاحها في شهادة التعليم المتوسط، الأمر الذي حتما سيمنعها من شراء الأضحية..