يدخل، في الفترة الجارية، الفيلم الوثائقي القصير الذي يتناول شخصية الإمام عيد الحميد بن باديس، حسبما صرح به المخرج عبد الباقي صلاي، مرحلته الأخيرة من التركيب تمهيدا للعرض الشرفي بعد عيد الأضحى المبارك بمدينة قسنطينة، مكان تصوير الفيلم ومسقط رأس العلامة ابن باديس. ويعد الفيلم أحد أهم المراجع الفكرية المتعلقة بهذه الشخصية التي قدمت الكثير في مجال العلم والمعرفة للجزائر والوطن العربي قاطبة. يقوم السيناريو على مرحلتين أساسيتين.. في كتابة موضوع الفيلم مرحلة البحث وجمع أكبر كمّ من المعلومات عن بعض الحقائق من خلال الأرشيفات المكتوبة للراحل، بالإضافة إلى الاستعانة بمجموعة من الروايات التي رواها ثلة ممن عايشوا تلك الفترة مع الإمام وممن كانوا قريبين من الشيخ عبد الحميد. على صعيد آخر يحاول القائمون على هذا العمل التاريخي، الذي شاركت في تسجيله عديد الأسماء المعروفة في الوسط الثقافي العربي، على غرار الدكتور محمد بن عمارة من مصر وعلماء آخرون من قطر والسعودية، بالإضافة إلى علماء ومختصين من الجزائر كأحمد بن نعمان الذي اشتهر بالدفاع عن اللغة العربية، وأحمد طالب الإبراهيمي، والباحث عبد العزيز فيلالي، إلى جانب شقيق عبد الحميد بن باديس عبد الحق بن باديس، والمرحوم عبد الرحمان، إعطاءه بعدا عربيا وإقليميا باستعمال مصطلحات عربية مستمدة من الثقافة العربية العريقة، حيث يتطرقون خلال 52 دقيقة الى جوانب ناصعة من مسيرة إمام الأئمة المرحوم ابن باديس.