ثلاثون سنة من الانتظار لمرور 12 كلم بالقطار "..وتحققت أخيرا المعجزة التاريخية التي راودت الجزائر منذ ثورة التحرير"، هذه العبارة ردّدها كثيرا الخبراء والمختصون في الهندسة والأشغال العمومية، مؤكدين فشل المشروع من قاعدته، كونه يفتقد لدراسات الخبرة المضادة للزلازل وهو الخطر المحدق بأنفاق الميترو كلما زاد اشتغاله. المشروع الذي التهم ملايير الدولارات واستغرق 20 سنة من موعد انطلاقه، و30 سنة من بعد اتخاذ القرار السياسي لإنجاز 12 كلم، قال عنها المواطنون ممن التقيناهم "هرمنا ولم نركب الميترو، وانتظرنا شبابنا كله لأجله. لكننا صُدمنا بالتسعيرة المطبقة، ولن نستطيع تسديدها عند كل تنقل، لا سيما وأن العاصمة تتطلب التنقل في الميترو لتجنب الازدحام". جزائريّون يتحدّثون عن المشروع "الحلم" قبيل ساعات من تدشينه "هرمنا .. من أجل أن نركب الميترو !" "متى سنركب الميترو .. وهل حقا انتهت أشغاله وسيدشنه الرئيس بوتفليقة في الفاتح من نوفمبر؟" ، "نأمل ألاّ تكون مجرّد وعود كاذبة ككل مرة" ، "منذ أزيد من ثلاثين سنة ونحن نسمع عن تدشين الميترو .. فهل فعلا سيتحقّق المشروع الحلم؟" هي العبارات التي ردّ بها أغلب من سألناهم عن مشروع ميترو الجزائر والذي سيدشّنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اليوم، في جزئه الأول. وغير بعيد عن ذلك، استطلعت "الفجر" آراء المواطنين حول هذا المشروع الحلم الذي انطلقت أشغاله سنة 1980 ولا تزال مستمرة إلى يومنا الحاضر. "لن نؤمن بالميترو .. حتى نراه بأعيننا" نزلنا بالقرب من المحطة الرئيسية بباش جراح حيث يتجمهر المواطنون لمشاهدة المشروع الحلم والمشاركة في العمليات التجريبية النهائية، حيث التقينا السيّدة صفية وهي عجوز تبلغ من العمر 81 سنة، وكان ردّها جد بسيط حينما سألناها عن الميترو الذي قالت بشأنه "رغم أنني أراه أمامي إلا أني لن أصدّق بوجوده حتى يتم تدشينه فعلا ويشرع الناس في الركوب فيه للتنقل إلى عملهم وأقاربهم وغير ذلك .. لا سيما وأننا سمعنا في الماضي كلاما كثيرا عن التدشين ولكن في كل مرة يبقى هذا الكلام مجرد وعود تنتظر التجسيد". "30 سنة ونحن ننتظر .. من أجل هذه اللحظة التاريخية!" من جهته، مراد، وهو شاب يبلغ من العمر 30 سنة لم يجد ما يعبّر به عن شعور الجزائريين إزاء ركوب الميترو إلا الاستعانة بالعبارة التونسية المشهورة " .. وهرمنا .. من أجل هذه اللحظة التاريخية"، مشدّدا "رغم أن مشروع ميترو الجزائر قد استنزف ما يزيد عن ثلاثة عقود، إلا أن المهم هو أن يتم تجسيده فعلا وأن يخرج الجزائريون من "غمّة " الازدحام وأزمة النقل والمواصلات وكآبة الحافلات التي يعود عمرها إلى سنوات السبعينيات وسيارات الطاكسي التي يشتغل معظمها (كلوندستان)". وهي المظاهر التي قال مراد إنها باتت تطبع يوميات الجزائري وترهق أعصابه كل يوم بشكل أصبح فيه الميترو أكثر من ضرورة. "أتمنّى أن أركب الميترو .. ولو لآخر يوم في حياتي" عمّي مختار هو أحد الفضوليين الذين يتجمّعون يوميا بالقرب من المحطة الرئيسية للميترو لمراقبة ما يحدث داخله وكيف تجري الأشغال على مستواه .. حتى ولو أن هذه الأخيرة قد انتهت ولم يعد متبقّيا إلا التدشين الرسمي ليتحوّل المشروع الحلم إلى حقيقة. وفي هذا الإطار قال محدّثنا إن تدشين الميترو بالنسبة له "لا حدث" رغم أن هذا الأخير بات أكثر من ضرورة ملحة للقضاء على أزمة المواصلات، مشدّدا على أن وعود الحكومة بتدشينه في كل مرة منذ ما يزيد عن الثلاثين سنة جعل العملية هذه تبدو جد متأخرة وكأنها اجترار لكلام قيل طيلة 3 عقود. ويضيف عمي مختار "ما يضايقني هو أن كل البلدان العربية تمكّنت من تدشين الميترو والترامواي منذ عشرات السنين إلا الجزائر التي لا نعرف ما الذي جعلها تستغرق كل هذه العقود من الزمن؟!" ويختتم عمي مختار كلامه "آمل أن يتم التدشين فعلا ويركب الجزائريون الميترو بالصحة والهناء. أتمنّى أن أركب الميترو .. ولو سيكون آخر يوم في حياتي".