الخبراء يطالبون بفتح حوار مع السلطة لكشف مخاطر وفضائح الميترو يؤكد خبير الأشغال العمومية، عبد الكريم شلغوم، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن مشروع ميترو الجزائر، امتداد كلي لمشروع ديغول ضمن مخطط قسنطينة إبّان ثورة التحرير، وقال إن المشروع يفتقد نهائيا لدراسات الخبرة المضادة للزلزال، وهو مهدد بسقوط الأنفاق وبنايات العاصمة "لذلك نحن نطالب بوقف الأشغال فورا، وكفانا إهدار للمال العام من دون فائدة"، يضيف محدثنا. يكشف الخبير بعض المخاطر التي تُهدد زبائن ميترو الجزائر، حيث يقول "الميترو مهدد بالزلزال، وإن أية قوة تضغط على الأنفاق المنجزة من دون دراسات للخبرة المضادة للزلزال، ستؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى، يدفع ثمنها المسافرون، وكذا سكان البنايات التي يقبع تحتها الميترو في شبكة خطوطه بالجزائر العاصمة، لا سيما وأن المشروع موجود منذ ثورة التحرير، وكان ضمن مخطط الفرنسي ديغول، لكن الفرق بين ذاك الوقت والآن، هو في الدراسات التي استعان بها ديغول لإنجاز مشروعه، والتي لا تتناسب مع الوضع الراهن، بالنظر إلى قوة السكنات وهشاشة البنية التحتية للأرض، ونقاط عدة تختلف بين الحقبتين، لذلك فنحن نطالب بوقف الأشغال فورا، خصوصا وأن هذا المشروع استهلك ملايير الدولارات بلا جدوى، وفي النهاية تم إنجازه وفق معايير فرنسية، مثلما تركه ديغول عبر الأنفاق، وبالتالي فإن الخطر يقترب كلما اشتغل الميترو أكثر". واستغرب الخبير تفكير الحكومة ومؤسسة ميترو الجزائر في توسيع شبكة الخطوط وتمديدها إلى أحياء أخرى، والمشروع الحالي المنتظر تدشينه من قبل رئيس الجمهورية، يفتقد للتجريب ضد الزلازل، مثلما هو معمول به في العالم، لا سيما في اليابان، حيث تدرس مسبقا مخاطر الأنفاق وتجريب تنقلات المسافرين بكثرة عبرها. كما يقول محدثنا "نحتاج إلى كفاءات كبرى لتسيير الميترو، ولا يمكن التسليم بالتسيير الفرنسي والاكتفاء به فقط. وإن كنا نخضع لهذه التبعية، فإن المراقبة التي تتحدث عنها الحكومة غير موجودة نهائيا، لانعدام مكاتب الرقابة التي تضم الكفاءات وتمتلك مقاييس دولية لمراقبة أي مشروع أو شريك أجنبي في أي مشروع من المشاريع". وهنا أشار محدثنا أيضا إلى نقطة أخرى تتمثل في فتح الحوار علنا مع الخبراء والمختصين، ومنحهم الفرصة لكشف الحقائق وتقديم دراساتهم الواقعية، وكذا كشف المخاطر والفضائح التي يحملها مشروع الميترو، الذي انتظره الجزائريون لثلاثة عقود "وليتهم لم ينتظروه وتم إلغاؤه نهائيا"، يضيف الخبير. وفي سياق ذي صلة، استغرب محدثنا قرارات الحكومة الانفرادية، وعدم عرض الخبرة قبل اتخاذ القرار، ومن شاكلة ذلك إنجاز مشروع الميترو، الذي وصفه بالمعجزة الفاشلة، وقال في ذلك "لا أدري، هل الدولة تعلم بمخاطر هذا المشروع، أم أنها تنفق الأموال العامة من دون اعتبار لذلك؟"، وتساءل الخبير في ختام حديثه عن جدوى استئناف مشاريع التوسيع واستكمال مشروع "ديغول" بعد مرور 49 سنة من الاستقلال واندثار حلم هذا الفرنسي، لكن الجزائر تعاود "الكرّة" حسب محدثنا، ليس على أنقاض المشروع وإعادة البناء وفق مواصفات حديثة، بل بنفس الشكل وبترقيع وترميم الماضي.