''كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته'' حديث نبوي شريف لا أدري لماذا في هذه الأثناء التي حملت فيها قلمي تذكرت إحدى حكايات جدتي رحمها الله أعادتها على مسامعي عدة مرات وفي مناسبات كثيرة عندما كنت صغيرا، وتتمثل هذه الأقصوصة في أن ذئبا قال ذات يوم للخروف الذي يقيم أسفله عند سفح الجبل..إنك أيها الخروف ارتكبت خطا فادحا في حقي. استغرب الخروف وسأله متعجبا؟..ماذا فعلت لك أيها الشقيق؟..طبعا الخروف كان يتوهم أن الذئب بحكم انتمائه لذات الجبل فهو يكن له المودة والأخوة ولا يمكن أن يغدر به. قال الذئب جادا..إنك أيها الخروف عكرت علي الماء. زادت حيرة الخروف المسكين الطيب وقال ببراءة.. كيف لي أن استطيع تعكير الماء عليك وجهتك هي الواقعة بالأعلى. ومع ذلك فقد ركب الذئب الذي يمثل دور الباطل رأسه وافترس الخروف الذي يمثل دور الحق. الخروف(الحق) أسكت الذئب (الباطل) منطقا، والذئب (الباطل) أسكت الخروف ( الحق) واقعا. عندما سألت جدتي المرحومة عن السبب ونحن الذين تعودنا على سماع أن الحق هو المنتصر لا محال في النهاية على الباطل. قالت: ليس ذلك دائما هو الواقع في النهاية، لأن الخروف الذي كان لوحده لم يستطع دفع تهور بطش الذئب، بمعنى أنه لو كان للخروف راع لتدخل في الوقت المناسب وأبعد الذئب وأوقفه عند حده ونجا بذلك الخروف. أغلب المصريين على المستويين الرسمي والشعبي وما يتبعهم من أشباه إعلاميين وفنانين ومحامين وممثلين وجامعيين كانوا يتخيلون أن الجزائر أرسلت إلى بلادهم خرافا ليعتدوا عليهم كيفما شاءوا، وعندما تساءل العالم كله وندد ببشاعة العمل الأقرب إلى الإرهاب ثارت ثائرتهم وحاولوا إلصاق التهمة بأبطالنا الذين قصفوهم بالثقيل بموقعة أم درمان وأفشلوا كل المخططات الدنيئة التي طبخت في مخابر المواطنين علاء وجمال سوزان أو مبارك لا يهم. وكما قال وزيرنا للشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي إن الأحداث الأخيرة هي التي ستكون المنطلق الجديد في علاقتنا مع مصر، وأرى أن هذا الكلام وغيره من مواقف شجاعة انتهجتها وأطلقتها السلطة الرسمية الجزائرية ابتداء من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ومرورا بأغلب الدوائر الرسمية الأخرى يندرج في سياق نحن هنا.. الجزائر دولة ولها سيادتها وحرمتها ولها أبناؤها الكرام والشجعان ولا أحد يمكنه تجاوز الخطوط الحمراء. إن الذين نعتوا شهداءنا الأبرار بما تخجل عبارات اللغة عن حمله، وأحرقوا علمنا ووصفوا شعبنا بأبشع الأوصاف كانوا حقا لا يزالون راكنين إلى واقع الذئب والخروف الوهمي، وحمدت الله على أن الجزائر بحكم الرزانة والحنكة والثقة بالنفس استطاعت أن تتصدى لكل الهجمات التي كانت تهدف إلى محاولة النيل منا واستعمالنا جسرا جويا لتوريث الحكم.. وختاما.. أقول إن زمن الخروف قد ولى يا (...)