كان من الأحرى لمن يدعون انهم "كبار البلاد" و "أعيان المدينة" بالجلفة أن يشكلو خلية أزمة لتدارس أسباب جريمة مثل هذه إجتثت عائلة بأكملها أب،أم، بنتين، في مجتمع أولاد نايل المعروف بالتكافل الإجتماعي و التضامن الأسري. ففي هذا المجتمع يكفي ان يقف شيخ من المشايخ ليوقف مجزرة في عرف "النوايل" فما بالك جريمة، و الكل يتذكر موقف الإمام الراحل "سي عامر محفوظي" حينما تمكن من فك الحصار على ساحة بوضياف بوسط الجلفة حينما اعلن الفيس العصيان المدني و كاد يحصل ما لا تحمد عقباه، و الكل أضعن ساعتها لكلمة الشيخ. حينما يصبح الرجل غير آمن في بيته و بين عياله لم يتبق له إلا أن يشهر سيفه و يطبق ليس قانون الغاب و لكن قانون سوق الغنم "السارق يقتل" المقولة الشهيرة في أسواق اولاد نايل، و لا أريد هنا ان اقلب المواجع أو انكأ الجراح و لكن أردت أن اتساءل فقط. ماذا لو حدث العكس و تمكن الضحية من القبض على الجاني و قيده و أخذه إلى الشرطة كيف يكون رد الأمن؟ ماذا لو تمكن الضحية و هو يدافع عن نفسه و شرفه و عائلته و تمكن من قتل الجاني الذي إقتحم عليه داره و أرهبه؟ كيف سيكون رد الجهات المختصة في الأمن؟و كيف سيكون رد العدالة؟؟..آلاف الحالات مثل هذه تمكن الضحايا من إفشالها و تمكنوا من تقييد الجناة و أخذهم إلى مخافر الشرطة، لكنهم فوجئوا بالتحقيق يسير ضدهم و يضعهم بالمساواة مع الجناة، و اكثر من ذلك يخرج الجاني أمام اعين الضحية و كأنه؟؟.. أبيدت عائلة بأكملها و قد يقيد التحقيق ضد مجهول مثل عشرات القضايا التي لم تتمكن الشرطة العلمية من حلها او إيجاد شفرة تحلها، برغم تطور علم مكافحة الإجرام. و دائما في مجتمع اولاد نايل أبسط بدوي يعيش في البادية يعرف جيدا كيف يصطاد الذئب و يتبع أثاره حينما يتجرأ الذئب على غنم الراعي و يسرق خروفا، و قبل ان يهنأ الذئب بالخروف يكون الراعي قد استرجعه و أعاد له الأمن و الطمأنينة، فهل يتمكن أمن الجلفة من إقتفاء أثار الجناة؟؟