يكشف مخترع “الدرع الخافي” المصنوع من الزجاج، الجزائري نور الدين معريش، تفاصيل اختراعه وأهم الأسرار التي تؤكد نجاحه في إخفاء كل الأشياء وعدم ظهورها بعد مسافة 80 متر، والتي تكفي أيضا لإخفاء الزجاج، بحيث لا يظهر ولا يعكس أشعة الشمس إليه. في حديثه إلينا، يؤكد المخترع أن فكرته هذه، راودته منذ مدة تزيد عن 10 سنوات من العمل المتواصل والإبداع. ويقول نور الدين معريش، صاحب الاختراع “لا يجب أن نُقيد أنفسنا بالشهادات العليا لتطوير أفكارنا، ولا يمكن أن نكتفي بالتكوين الأكاديمي لتأكيد ذلك، الميدان له مكانة خاصة لدي والملاحظة سبب التجربة، وإن اختراعي هذا ناتج عن تدقيق الملاحظة في الأشياء والبحث عن المخفيات وربطها بعالم المرئيات”. ويضم الاختراع، الذي أعلن عنه الجزائري معريش، صفيحتين من الزجاج العادي، يتوسطهما سائل شفاف يشبه الغراء، يعتبر سرّ الاختراع وسرّ إخفاء المرئيات كلية عن النظر بعد مسافة لا تزيد عن 80 متر. وبرؤية العين المجردة، فإن تجريب صفيحة صغيرة لا يزيد حجمها عن 50 سم مربع، تكفي لحجب الأشياء وكل ما هو مرئي للإنسان بعد مسافة تتراوح بين 6 إلى 10 أمتار. وللاختراع ميزة الإخفاء العمودي والأفقي، كيفما يشاء صاحبه، وله أيضا ميزة الإخفاء ليلا وأخرى في النهار. ويصلح هذا الاختراع بحسب تصريحات صاحبه، للاستخدام الأمني والعسكري، لا سيما على مستوى النقاط الحدودية لكل دولة، وكذا لدحض وإفشال كل عمليات ومخططات التهريب والهجرة غير الشرعية، وتضليل العدو في الخطط الحربية، إلى جانب إخفاء الأسلحة والمعدات الحربية وكل ما يتصل بالأمن العسكري، بحيث يمكن بناء حواجز وجدران وشبه بيوت زجاجية، لا يمكن رؤيتها نهائيا بعد مسافة 80 متر، ولا يمكن الشك في وجود بناء لعدم رؤيته، كما يصلح للاستخدام في إخفاء الزوارق وبعض البواخر في البحر، إلى جانب استخدامه الاقتصادي في الاستثمارات الصناعية لتصنيع الزجاج الآمن مستقبلا. الميزة الأخرى للاختراع تتمثل في الرؤية من الجهة الداخلية للزجاج، بحيث يتمكّن الواقف من وراء الزجاج من مراقبة القادم من الجهة المعاكسة دون أن يلاحظ ذلك، وهذا حسب المخترع، راجع إلى التفسير الفيزيائي للاختراع بقوله “الضوء المرئي يمر عبر ملايين الخطوط في هذا الدرع الزجاجي، وهو بدوره يمتصّ الأشعة المارة من دون أن يعكس أشعة الشمس أو ضوء آخر، والدرع هنا يحوّل الضوء المُمتص من الجسم الخارجي إلى ضوء غير مرئي عند إدخاله، لذلك لن يتمكّن الإنسان من رؤية أي جسم غير مضاء، بالنظر إلى أن العين المجردة لا ترى إلا الأجسام المُضاءة بالشمس أو المصباح أو أي نور آخر، سواء في النهار أو الليل”. ويضيف محدثنا “تدخل أشعة الضوء أفقيا إلى هذا الدرع، وتقوم بإخفاء الضوء عن الجسم وراء الدرع إذا كان أفقيا والعكس صحيح، فالموجات الضوئية التي تقوم باختراق هذا الدرع تكون متساوية مع الموجات الضوئية المنبعثة من وراء الجسم الخارجي، وبالتالي فهي تتصادم مع بعضها مخلّفة انقطاع الضوء، وفقا لقاعدة ضوء زائد ضوء يساوي ظلام، وهو ليس ظلام حقيقي، وإنما يتم تجريد الجسم من الضوء نهائيا وراء الدرع”. ويترقب محدثنا أن يحقق الاختراع استثمارا ضخما، وأن تستفيد منه عدة قطاعات متداخلة، تخدم أكثر نمط المناولة الصناعية.