عارض أحرار فرنسا، الممثلون في جمعيات حقوقية والمؤرخون المطلعون على خبايا التاريخ، المبادرة التي أطلقها وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي، الداعية إلى نقل رفات سفاح الجزائريين، المارشال بيجار، إلى فندق "لي انفاليد"، أين ينام أبطال الثورة الفرنسية التي كافحت النازية خلال الحرب العالمية الثانية، معتبرين ذلك تشويها للتاريخ وتمجيدا للسفاحين. وجاءت ردة فعل أحرار فرنسا بعد أن لمسوا نية من وزارة الدفاع الفرنسي لنقل رفات جلاد بن مهيدي إلى فندق "لي انفاليد". وعبر المؤرخون والمتعاطفون مع الثورة التحريرية عن رفضهم القاطع للفكرة، ودعوا إلى التجند لعدم تطبيقها، قناعة منهم أن الجرائم التي اقترفها بيجار فظيعة ولا يمكن أن تلقى التمجيد والترحيب وينقل رفاته إلى "لي انفاليد". واستعمل المعارضون الفرنسيون عبارات "الماضي الأسود"، "المبادرة التاريخية غير مبررة" ووصفوا الفكرة ب "السياسة الخطيرة" واعتبروها "فضيحة إنسانية" من النوع الخطير. ومن الجرائم الكبيرة التي تنسب إلى السفاح بيجار، الذي التحق بالجزائر على رأس فريق المظليين سنة 1954، ولم يدخر جهدا في التنكيل وتقتيل الجزائريين، وتسبب في إبادات جماعية للقرى والمداشر ونال الشهيد البطل العربي بن مهيدي العذاب على يده طيلة فترة احتجازه ليعدمه مابين ليلة 3 إلى 4 مارس من سنة 1954. وقد قادت حملة محاسبة جنرالات فرنسا المجاهدة لويزة إغيل أحريز، لكنها لم تتوصل لأية نتيجة، كون مشروع قانون تجريم الاستعمار بقى حبيس الأدراج.