يحكي الفيلم الوثائقي الموسوم ب" العالم كما رآه محمد ديب"، الذي عرض الأربعاء الفارط ب"المركز الدولي للصحافة"، بتلمسان في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية إبداء وجهة نظر مخرجه والكشف عن حياة وسيرة الراحل الأدبية من خلال جملة من الشهادات والقراءات قدمها عديد الكتاب تطرقت بالحديث إلى حياة الأديب وكتاباته. يصور الفيلم الوثائقي الذي أنتجته دار السينما "الكا" مجموعة من صور الحياة التي تميز بها الكاتب على غرار المحيط الاجتماعي في زمن الاستعمار الفرنسي وظروف الكتابة الأدبية التي عرفت تحولا ملحوظا من حيث السرد والبنية والأفكار، معتمدا على مجموعة من القراءات حول الراحل لكبار الكتاب والمختصين في النقد الأدبي على الساحة الأدبية الجزائرية، حيث تطرقت بالتفصيل والتحليل إلى عديد النقاط الأساسية ذات التأثير الكبير على الأديب محمد ديب حيث عالج هؤلاء على غرار الروائي واسيني الأعرج، محمد ساري، مولود عاشور وآخرون، إشكالية تحول نوع الكتابة عن ديب ونظرته إلى العالم حيث اعتبروا الظروف التي كان يعيشها بمثابة دافع قوي غير مجرى الكتابة والفكر عند الراحل حمل روح الوطنية والقومية الجزائرية باعتبار أن ثلاثيته الروائية كانت تحمل صبغة العنف. وقال الروائي واسيني في هذا الإطار أن محمد ديب ارتبط بالمناخ الاجتماعي وبالحرب العالمية الأولى والثانية وسمة العنف هي سمة أحاديثه في الثلاثية الأولى بالإضافة إلى سمة التحرر مشيرا إلى إن أعماله بدأت تخرج من الواقعية لتدخل تجربة الصراع مع الذات داخل الذات الواحدة، من جهته اعتبر محمد ساري ذهن الراحل بأنه كان يختزل مجموعة المقاصد التي تبين الوضعية الاجتماعية المزرية للشعب الجزائري الذي عان الجوع والاضطهاد من طرف الاستعمار الفرنسي فيما عرفت كتاباته المستقبلية خروجا عما ألفه القراء والكاتب على حد سواء حيث عرفت نوعا ممن التجريد والرمزية.