ختام المهرجان الدولي للمالوف في طبعته الخامسة بقسنطينة سهرة الأربعاء كانت بالفعل مسكا، ميزها تألق سيدة المقام العراقي فريدة بامتياز، وعودة عملاق المالوف، الحاج محمد الطاهر الفرڤاني إلى الخشبة بعد غياب طويل ليتحدى المرض ويقول: الحاج مازال يشدو. كانت آخر ليلة من سهرات المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة في طبعته الخامسة للمقام العراقي ونوع الصبا والحلاوي الذي يعود إلى 1400 سنة تغردت به سيدة المقام العراقي فريدة تصدح رفقة فرقتها المقام المقيمة بهولندا، حيث اختارت رائعة العميد رابح درياسة "نجمة قطبية" لتصل إلى مشاعر الجمهور الحاضر قبل أن تحطهم بصوتها إلى حضارة بلاد الرافدين عبر 12 وصلة طربية قدمتها بتألق كبير. وقد أطربت السيدة فريدة التي ارتأت محافظة المهرجان أن تترك لها الركح لقرابة ثلاث ساعات كاملة، القاعة وبقيادة زوجها الفنان محمد حسين كمر بأجمل أغاني مطربات العراق الشهيرات خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات بعد تجديدها موسيقيا وزوجها الملحن محمد حسين كمر بمصاحبة آلات الموسيقية العراقية. وقد قدمت في الجزء الأول أغنيتي "حبيبي راح"، وأغنية "وين ابن الحلال" من مقام حجاز همايون وموال مقام وآم العيون من تراث الفنان كاظم العراقي. وقد كانت مفاجأة الحضور الكبير للحفل صعود عملاق المالوف، الحاج محمد الطاهر الفرڤاني الذي غاب عن الساحة لمدة بسبب المرض، حيث أبدع كعادته في تأدية مجموعة من أغانيه الشهيرة رفقة عدد من أبنائه وأحفاده ليؤكد مرة أخرى أنه يبقى الرقم واحد في هذا الفن الأصيل الذي عرف قبله تألق الشيخ التومي رحمه الله، الجمهور صفق طويلا وانسجم كثيرا مع إبداعات الحاج سواء من خلال صوته الشجي أو طريقة عزفه الفريدة على آلة الكمان، التي يسميها عشيقته. للتذكير، فقد شاركت في إحياء الليالي الطربية للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف فرقة شيوخ المالوف ومجموعة محمد العربي التمسماني المغربية واللبنانية غادة شبير، بحضور دار الاوبيرا المصرية للموشحات ومشاركة خاصة لفرقة "الأندلسيتان" القادمة من فرنسا.