خرجت يوم الخميس الماضي موجة الاحتجاجات التي تقودها عشرات العائلات القاطنة بأحياء قسنطينة الهشة والمدينة القديمة منذ قرابة ثمانية أشهر عن عادتها بمحاولة انتحار جماعية ل 30 فردا ينتمون لعائلات مقصاة كانت تسكن بحي رومانيا بالمدينة القديمة الذي تم ترحيل سكانه خلال سنة 2010 وتهديمه عن كامله. هددت عائلات من حي رومانيا بقسنطينة بالانتحار من أعلى جسر سيدي مسيد في حال عدم الاستجابة لمطلبهم المتمثل في الحصول على حصة سكنية ضمن برنامج القضاء على السكنات الهشة الذي مس قرابة 9 آلاف عائلة بمختلف الأحياء القصديرية والآيلة للسقوط. هذا وقد شهد مدخلا الجسر إنزالا غير عادي لأعوان الشرطة والحماية المدنية الذين حضروا بقوة خاصة وأن مجموعة من الشباب اتخذت من حبال الجسر الخطيرة مكانا لتنفيذ عملية القفز التي اعتاد المنتحرون استعمالها. وقد حاولت الشرطة رفقة الحماية المدنية إقناعهم بالنزول غير أن كلها باءت بالفشل إلى غاية ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس، و لم تسمح العائلات من النسوة والرجال أيا كان عبور الجسر جاعلين من أنفسهم دروعا بشرية، كما لم تشفع محاولات التهدئة التي قام بها رئيس ديوان والي ولاية قسنطينة الذي انتقل إلى المكان من أجل الوصول إلى حل يرضي العائلات المحتجة. بعض العائلات المعنية بالأمر قالت إنها اعتادت على وعود السلطات الولائية بتسوية الأمر غير أنها تغض النظر عنهم في كل عملية ترحيل رغم العديد من الوقفات الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام الجماعية التي نظموها منذ أن تم إقصاؤهم من قائمة الاستفادة من سكنات جديدة بالمدينة الجديدة علي منجلي في عهد الوالي السابق، وقد استعانوا من خلالها ببعض المنظمات والجمعيات الحقوقية بالجزائر العاصمة بحجة أنهم تعرضوا لإقصاء وظلم أثناء تنفيذ المشروع. من جهة أخرى، لاتزال عملية غلق جسر سيدي مسيد الذي يعد أكبر منفذ لعبور السيارات من الجهة الشرقية للولاية متواصلة أمام الحركة التي شكلت ضغطا كبيرا في المرور إلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس، حيث لاتزال ذات العائلات تقبع في نفس المكان.