"مقصيون" من السكن يهددون بالإنتحار الجماعي من على جسر سيدي مسيد بقسنطينة هدد العشرات من المقصيين من السكن بشارع رومانيا بالانتحار الجماعي من أعلى جسر سيدي مسيد المعلق وقضوا ليلة الخميس في العراء بعد أن تسلق بعضهم حبال الجسر و اعتصم آخرون بمنفذي الجسر للمطالبة بالتسوية الفورية لملفاتهم العالقة منذ ما يقارب السنتين. المعنيون وفي تصعيد خطير غير مسبوق نقلوا احتجاجهم من أمام ديوان الوالي إلى جسر سيدي مسيد الذي يربط وسط المدينة بالمستشفى الجامعي والجهة الشرقية، حيث تجمعوا بداية من التاسعة صباحا بالجسر وقاموا بغلق المنفذين من جهة ثانوية رضا حوحو وسوق العصر ومن الجهة الأخرى المحاذية لمحطة التليفيريك والمدخل السفلي للمستشفى الجامعي، فيما قام عدد من الشباب بتسلق الحبال والدعامات الإسمنتية مهددين بالانتحار في حال لم تتدخل السلطات للفصل في حالات المقصيين من عملية ترحيل سكان شارع رومانيا التي جرت منذ سنة وتسعة أشهر وسط احتجاجات عارمة لما يقارب مائتي عائلة تقول أنها أقصيت بشكل تعسفي. المحتجون قضوا ليلة الخميس بالجسر الذي توقفت به الحركة يومي الخميس والجمعة لإصرارهم على مواصلة الاحتجاج والتهديد بالانتحار الجماعي. وقد حاولت السلطات الأمنية و الولائية فتح الجسر لكنهم أصروا على حل سريع وملموس حيث قال لنا عدد منهم أنهم قضوا ليلة بيضاء وسط البرد القارس ودون أكل أو شرب بعد أن طوق الأمن محيط الجسر مما حال دون وصول المؤونة إليهم، ولاحظنا صبيحة يوم الجمعة تجمع العشرات من الأشخاص بسور ثانوية رضا حوحو وبالقرب من مصلحة الاستعجالات الجراحية من الجهة الأخرى لكن الأمن منعهم من الاقتراب. وقد شارك في الاحتجاج نساء مسنات وأخريات مصابات بأمراض مزمنة أفدن أنهن قضين الليلة داخل شاحنة وسيارة وسط الجسر فيما افترش باقي المحتجين الأرض في ليلة فائقة البرودة ما تسبب في ثلاث حالات إغماء لأشخاص نقلوا إلى المستشفى منهم م/س 22 سنة قال لنا أقاربه أنه وضع تحت العناية المركزة بعد أن أصيب بنوبة قلبية. والي قسنطينة استقبل ممثلين عن المحتجين في حدود الساعة الحادية عشر من ليلة الخميس ووعد ببرمجة لقاء موسع معهم يوم الأحد كما عبر عن نية السلطات في تسوية الملف قريبا في تصريح إذاعي، لكن المعنيين أكدوا أنهم لم يعودوا يؤمنون بوعود تلقوا منها الكثير لأنهم قضوا سنة وتسعة أشهر من التشرد والمعاناة وبلغ الأمر حد حرمانهم من استخراج الوثائق الإدارية لأن الحي مسح من الخريطة بعد عملية الإزالة، حيث قال لنا من تحدثنا إليهم أن أبناءهم مهددون بالتوقف عن الدراسة وعدم اجتياز الامتحانات لاستحالة استخراج شهادات الإقامة، وعبر أحدهم متهكما "للأسف لا توجد شهادة إقامة بالمحشر وإلا استعنت بها" في إشارة للأثاث الذي حول إلى المحشر بأمر من الوالي السابق عند تنفيذ آخر عملية ترحيل من الحي. للإشارة فإن ملف شارع رومانيا يعد إلى جانب حالتي باردو ومانديلا من الملفات الموروثة عن البرنامج المثير للجدل تحديث المدينة والذي اعترف الوالي الحالي بأنه مؤجل ولا يعد من الأولويات وكشف في تصريح سابق للنصر أنه سيتم تدارك بعض الأخطاء الحاصلة في إعادة الإسكان والتعويضات ،وكان رئيس الدائرة السابق قد قال أنه سيتم إدراج المقصيين تباعا في إطار البرامج السكنية الجاري تنفيذها. نرجس/ك