يشهد الشارع البحريني من جديد موجة مد وجزر بين حركات المعارضة،وأبرزها “جمعية الوفاق” التي تصر على إخراج صوتها إلى الشارع والتظاهر وبين سلطات المملكة التي ترى في ذلك إخلالا بالنظام العام. فقد تجمع مئات الأشخاص في البحرين استجابة لنداء من المعارضة للاحتجاج على قرار السلطات حظر التظاهر. وذكرت تقارير إعلامية أمس الأحد أن الشيخ علي سلمان، رئيس “جمعية الوفاق”، أبرز حركات المعارضة “الشيعية” في تجمع مع شخصيات أخرى بارزة من المعارضة على قارعة الطريق السريع الذي يربط القرى بالعاصمة المنامة. وأغلقت شرطة مكافحة الشغب كل الطرق المؤدية إلى “توبلؤ” مكان التجمع الأساسي الذي دعت إليه المعارضة جنوب غربي العاصمة المنامة، قبل أن ينهي المتظاهرون تجمعهم مع التأكيد على أن “رسالتهم قد وصلت” حسب قولهم. ووفق وزارة الداخلية البحرينية، فإنه تم رفض طلب للتجمع تقدمت به الوفاق من أجل التظاهر وذلك “حفاظا على سلامة ومصالح المواطنين والمقيمين”. وأكد رئيس الأمن العام بالمملكة على أن تنظيم التجمعات العامة وحرية التعبير وإبداء الرأي حقوق مكفولة وفق الدستور والقانون من دون الإخلال بالأمن أو الخروج على النظام العام أو الإضرار بالمصالح الاقتصادية أو بمرافق الدولة ويجب الالتزام بالضوابط والشروط الواردة بالقانون. وتشهد البحرين توترا منذ المظاهرات الشعبية المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت منتصف فيفرى الماضي، وتمكنت السلطات من وقفها بالاستعانة بقوات “درع الخليج” التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي. وتقول الأرقام الحكومية إن 24 شخصا لقوا مصرعهم خلال تلك المظاهرات التي استمرت شهرا، بينما تقول المعارضة إن أربعين شخصا قتلوا. يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة حاولت المعارضة في البحرين استئناف حركة الاحتجاج هذه، معتبرة أنها “لم تحصل على مطلبها بإقامة ملكية دستورية حقيقية”. وفي ظل وضع مشحون، اتهمت “جمعية الوفاق” المعارضة “مسلحين يرتدون ثيابا مدنية تدعمهم عناصر من قوات الأمن بإلقاء قنابل حارقة على منازل وسيارات في قرية “دار كليب” الواقعة جنوب غربي العاصمة المنامة أمس”. وقالت الوفاق إن هذا الهجوم على القرية هو الثالث من نوعه هذا الأسبوع حسب المعارضة. وكانت الوفاق ذكرت أن الشرطة هاجمت الجمعة في المنامة الناشط في مجال حقوق الإنسان والمعار ضة الشيعية نبيل رجب جمعة في المنامة. بيد أن وزارة الداخلية البحرنية أكدت أن “الشرطة نقلت رجب إلى المستشفى بعدما عثرت عليه ملقيا على الأرض” على إثر تفريق قوى الأمن تظاهرة غير مرخصة في حي المخارقة.