في أول حوار له مع صحيفة تونسية، رد المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي المؤقت، أمس، على جملة من الأسئلة، من ضمنها هذا السؤال الذي رأينا أنه جدير بالاهتمام. يقول السؤال: “خلال زيارتكم إلى ليبيا، سيدي الرئيس، تحدثتم عن الشراكة الحقيقية مع هذا البلد الشقيق، واعتبرتم البوابة الليبية مهمة بالنسبة لتونس، والعكس بالعكس.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى أي مدى يمكن التعويل على ليبيا التي لم تستقر أوضاعها بعد؟.. ألا تفكرون في بدائل أخرى؟” ويرد المرزوقي : “بالنسبة إلي، أهم البدائل لليبيا هي الجزائر، لأن لدينا مصالح مشتركة، واقتصادنا يمكن أن يتوحد مع نظيره الجزائري.. وشخصيا أعطي أهمية كبرى لعلاقاتنا بالإخوة الجزائريين، وسأذهب إلى الجزائر لأقول لهم إننا بحاجة إلى بعضنا البعض، وبطبيعة الحال، فإن أمن حدودنا وتطور الوضع هناك مرتبط بالجزائر، وبالتالي، فإنني أضع العلاقات التونسيةالجزائرية على قدم المساواة مع ما ينبغي أن تكون عليه علاقاتنا بليبيا، أو حتى بالمغرب، التي تربطنا معه علاقات استراتيجية، ونفس الشيء لابد أن ينسحب على إخوتنا في موريتانيا.. بالنسبة لي، كل هذا الفضاء المغاربي، هو فضاء موحد، ويجب أن نسعى بكل قوانا إلى فتحه على “الحريات الخمس “.. *** ربما أسأنا فهم تصريحات المرزوقي السابقة واعترفنا بالخطإ، لكن في أية خانة يمكن أن نضع تصريحات مثل هذه، فالجزائر التي كانت الأصل، صارت اليوم في عهد المرزوقي البديل! كانت أول زيارة للمرزوقي كرئيس مؤقت للجمهورية التونسية إلى ليبيا، التي لم تستقر أوضاعها بعد، عكس زيارة زعيم النهضة السياسي المحنك، راشد الغنوشي، الذي ولأنه يعرف الثقل الحقيقي للجزائر في المنطقة، كانت زيارته الأولى إلى الجزائر. فهل هو حلم الجمهورية الإسلامية الموحدة بين تونس وليبيا الذي راود المرزوقي في ليلته الأولى بليبيا هو من جعل المرزوقي يقول عن الجزائر بديلا؟ لم أكن أودّ العودة للحديث في هذا الموضوع، لكن المرزوقي يصرّ على دفعنا لأن نسيء فهمه...