عندما قرأت خبر إسقاط الأفالان الذين لا يحملون شهادات جامعية من قوائم الترشح للتشريعيات القادمة ضحكت حتى سالت دموعي.. لأن تطبيق هذا المبدأ على الأفالان سيجردها من القيادة الحالية.. لأن الشهادات الجامعية التي تحملها القيادة الحالية للأفالان هي شهادات جامعية فخرية وليست دراسية! لكن المضحك أكثر من هذا هو القول بأن الأفالان سيمنع الترشح أيضا لمن هم أكثر من 65 سنة.. وهذا في إطار التشبيب لدواليب الدولة مثل الحكومة والبرلمان! لكن الأفالان استدرك هذا المبدأ بالقول: "إن تطبيق هذا القرار لا يشمل الوزراء والسفراء والإطارات السامية للدولة"! ومعنى هذا الكلام أن التغيير في الأفالان بالتشبيب والكفاءة شمل فقط المناضلين في القسمات والبلديات ولا يشمل ما فوق ذلك! حيث يتقاعد المسؤولون في كراسي المسؤولية في الحزب ومؤسسات الدولة.. حتى يصبحوا يسيرون بالحفاظات كالأطفال الصغار! تجنبا للبول في كراسي السلطة.. ولا حرج إذا تبولوا على الشعب! ما يناقش من مسائل سياسية في الأفالان لا يوجد أغرب منه إلا ما يناقش من مسائل في الأوساط الإسلامية أو لنقل المحسوبة على الإسلامية! حيث يناقش هؤلاء إمكانية التحالف بين الإسلاميين الذين لحسوا عسل السلطة سواء بالمشاركة المباشرة في السلطة أو عبر ممارسة سياسة التأييد والمساندة بمقابل! كما هو حال النهضة والإصلاح وحمص!؟ لكن الأغرب من هذا كله هو مباركة الرئيس السابق أحمد بن بلة لفكرة تحالف إسلام المفسدين هذه.. هذا الإسلام الذي يؤيده الأمريكان ضمن الربيع العربي الذي يزهر لفائدة أمريكا عبر السعودية أو أنقرا أو باريس.. ولا يزهر لفائدة الغلابى في أرض الجزائر!؟ بن بلة الذي قال في الستينيات "إذا كان محمد (ص) قد أتى بالإسلام إلى شمال إفريقيا فإن أحمد - يقصد بن بلة - قد أتى بالاشتراكية إلى شمال إفريقيا"!؟ هل هذا يعني أن الرئيس بن بلة يكون قد قام بمراجعات في قناعته؟! ويا ليت كاتب ياسين صاحب مسرحية "سي محمد خذ حقيبتك" مازال حيا.. لقام هو أيضا بمراجعات تشبه مراجعات بن بلة؟! وصدق من قال: إن "القيح" الذي يخرج من الجرح الجزائري الدامي على مدار نصف قرن من الاستقلال سببه عدم معالجة هذا الجرح السياسي العفن في البلاد بما يستحق من إجراءات وقرارات سياسية جذرية وعميقة.. وبقاء الأمور دائما في مستوى العلاج بالتعاويذ والرقية.. ولم يصل العلاج إلى مستوى الكي الضروري لإصلاح الأمور جذريا!؟