حصلت شركة إسبانية على صفقة لتطوير سفينتين حربيتين جزائريتين بحيث ستمكنهما من توفير مهبط للطائرات المروحية ونظام أسلحة متطور بعد تراجع عروض كل من الشركات الفرنسية، الإيطالية والألمانية التي فشلت في إقناع السلطات الجزائرية. ونشرت جريدة “لافوس دي غاليسيا” فوز الشركة الإسبانية “نفاتيا” في منطقة غاليسيا شمال غرب البلاد بصفقة تحديث سفينتين حربيتين جزائريتين متقدمة على شركات فرنسية وألمانية وإيطالية شاركت بدورها في تقديم عروض لم تقنع السلطات الجزائرية. وسيستغرق العمل في تطوير السفينتين سنتين تقريبا وبمشاركة حوالي 1500 عامل وخبير، الأمر الذي يبرز أهمية الصفقة. ولم يتم الكشف عن نوعية العمل الذي سينجز، وإن كان الرأي السائد هو تطوير الأنظمة الالكترونية وتوفير مهبط للطائرات المروحية ونظام أسلحة متطور. وتعتبر شركة “نافتيا” من أبرز الشركات في صناعة السفن الحربية وخاصة الفرقاطات، ومن ضمن زبائنها البحرية الأسترالية وعدد من الدول في أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي. ويعود تأسيسها إلى أواخر القرن الثامن عشر عندما كانت إسبانيا إمبراطورية وقوة بحرية. يحدث هذا في وقت اقتنى فيه المغرب طائرات ف 16 من الولاياتالمتحدة في مقابل اقتناء الجزائر طائرات ميغ وسوخوي من روسيا، حيث شرعت الجزائر منذ سنة 2006، في تطوير ترسانتها الحربية البحرية، حيث أصبحت تحتل المركز الثاني إفريقيا من حيث عدد السفن الحربية بعد إفريقيا الجنوبية، وتخطط لامتلاك ست فرقاطات جديدة متعددة المصدر، أي من دول أخرى علاوة على تحديث ترسانتها القديمة نسبيا ومن ضمنها الغواصات. وتمتلك الجزائر فرقاطات من نوع “أكتين' و”ميسترال” الفرنسية وسفن حربية إيطالية وهولندية وروسية. وبدوره، يحاول المغرب تحديث ترسانته البحرية حتى لا يبقى في موقف ضعيف للغاية أمام البحرية الجزائرية وكذلك الإسبانية لاسيما بعدما تعرض سنة 2002 لحصار بحري غير معلن من طرف الفرقاطات الإسبانية خلال اندلاع أزمة جويلية 2002. وكان الملك محمد السادس قد دشن في بداية الشهر الجاري فرقاطة متطورة من نوع سيغما تحمل اسم “طارق بن زياد” لتعزيز سلاح البحر المغربي وينتظر أربع فرقاطات أخرى. ويقدر الخبراء استثمار كل من البلدين أكثر من ثلاثة ملايير لكل واحد منهما لتطوير سفن حربية قديمة واقتناء أخرى جديدة.