أكد نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، أن الرئيس علي عبدالله صالح ”في الطريق” إلى اليمن للمشاركة في مراسم تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن صالح سيستمر في لعب دور سياسي مهم من خلال حزبه. وقال الجندي، وهو المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، أن هذا الأخير ”في الطريق” إلى اليمن لكنه قال ”لا أستطيع أن أحدد زمن عودة” الرئيس بشكل دقيق. وغادر صالح إلى الولاياتالمتحدة في 29 جانفي للعلاج فيما أعلنت الخارجية الأمريكية الثلاثاء أنه موجود في كاليفورنيا وسيتمتع بالحصانة الدبلوماسية حتى تنصيب هادي. وذكر الجندي في مؤتمر صحافي أنه ”سيكون هناك احتفال مهيب لتنصيب عبد ربه منصور هادي وسيتم تسليم دار الرئاسة” من صالح إلى الرئيس الجديد. وكان هادي خاض الثلاثاء الانتخابات الرئاسية مرشحا توافقيا ووحيدا بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. وقال الجندي أن اليمن شهد ”تداولا على السلطة” و”صالح خرج من السلطة إلى ساحة المواطنة”. وشدد الجندي على أن صالح سيظل يلعب دورا سياسيا مهما و”سيكون رئيس أكبر حزب في البلاد” في اشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام. إلى ذلك، تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية اليمنية المبكرة التي نظمت الثلاثاء 60٪ بالرغم من دعوات المقاطعة والاضطرابات في بعض المناطق، وذلك بحسب أرقام كشف عنها مسؤولون في اللجان الإشرافية الأربعاء. وقال مسؤول في اللجان الإشرافية التي تراقب العملية الانتخابية في المناطق أن ”نسبة المشاركة كانت 60٪ كمعدل وسطي في مختلف المناطق اليمنية”. إلا أن المشاركة في الجنوب كانت أقل بسبب دعوة الحراك الجنوبي إلى المقاطعة، فبلغت المشاركة في عدن 50٪ وما بين 30 و40٪ في باقي مناطق الجنوب. وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات، القاضي محمد الحكيمين، أكد مساء الثلاثاء أن كثافة المشاركة في صنعاء وبعض المدن الأخرى مثل تعز (جنوب صنعاء) كانت لافتة جدا ”إذ أن أوراق الاقتراع نفدت من بعض المراكز”. ويتم عد الأصوات يدويا وليس من المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية قبل يومين. إلا أن عددا من مسؤولي مراكز الاقتراع رفضوا إرسال الصناديق إلى صنعاء قبل قبض مستحقاتهم، بحسبما أفاد المسؤول. وشهدت عمليات التصويت أمس إقبالاً كثيفاً مع تقدم ساعات النهار، خصوصا في العاصمة صنعاء، ولكن في ظل مقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن، فيما تمكن الناشطون الانفصاليون في الجنوب من إغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن ومراكز أخرى في باقي المحافظات الجنوبية. ورحبت الولاياتالمتحدة بتنظيم الانتخابات، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فكتوريا نولاند، إنها ”أمر مشجع، ونهنئ اليمنيين لأنهم بدأوا فعلا هذه العملية وانخرطوا فيها كشعب، وسنقف إلى جانبهم خلال المراحل المقبلة”. وبذلك يصبح اليمن أول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالا للسلطة بموجب اتفاق سياسي حفظ ماء الوجه لصالح الذي حكم اليمن 33 سنة، ولن يحاكم مثل حسني مبارك إو ينفى مثل زين العابدين بن علي، كما أنه لم يقتل مثل معمر القذافي. ولم تشهد الانتخابات أي حوادث في صنعاء، حيث تواصل إقبال الناخبين بأعداد كبيرة حتى بدء إغلاق المراكز. وأكد الرئيس اليمني المقبل أثناء إدلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير أمنية مشددة، أن استحقاق الانتخابات هو ”إغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد”. ووصل عبد ربه منصور هادي بالسيارة إلى مركز الاقتراع الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن منزله، وكان محاطا بتدابير أمنية مشددة عزاها مقربون منه إلى مخاوف من تعرضه لاعتداء. وقالت رئيسة المركز الانتخابي المخصص للنساء، عبير العفيفي، لوكالة فرانس برس: ”لقد دهشنا بالإقبال وبتدافع النساء حتى قبل بدء موعد الاقتراع”.