يستسيغ الملتقى الدولي ”عبد القادر رجل لكل الأزمنة” الاستثمار الحقيقي في فكر الأمير عبد القادر الذي ميز القرن ال19، والذي بقي مهمشا رغم أنه عرف بداية الاستعمار، كما يسلط لقاء الباحثين والمفكرين الذي سيدوم أربعة أيام الضوء على أهم زوايا القرن بكل مقوماته، بوصفه الزمن الذي ألم بكل مقومات الثقافة الجزائرية ومهّد للقرن العشرين. ويتطرق الملتقى إلى التزام الأمير لوطنه وللعالم بأسره عبر الأزمنة، ويبرز العديد من التحليلات لأفكار وشهادات طالما ارتبطت بشخصيته كمؤسس للدولة الجزائرية الحديثة. ويعالج الملتقى من خلال محاوره ال 12 انطلاقا من الدراسات العلمية،الفكرية، السوسيولوجية وكذا الثقافية، مختلف جوانب الأمير التي بقيت مغيبة، منها الأمير الشاعر، القائد العسكري، الفيلسوف، الزاهد، الصوفي والإنساني، وغيرها من المميزات التي ارتبطت بحوار الحضارات التي انفرد بها مؤسس الجزائر الحديثة ورجل الدولة.. الذي حير التاريخ برجاحة عقله خلال القرن التاسع عشر. وهو ما ذهب إليه سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، عشية انطلاق الملتقى، حيث قال إن الملتقى ما هو إلا خطوة تفتح الباب أمام العديد من مراحل النقاش في المستقبل، كما أن المداخلات ستركز على شخص الأمير عبد القادر قبل الاهتمام بالأمير القائد، وهو بذلك - كما أضاف - يضيء العديد من النقاط التي بقيت في الظل سنوات عدة. بالإضافة إلى أن اللقاء الفكري، حسبه، سيطرح العديد من الأسئلة ويجيب على مختلف الانشغالات والفرضيات التي تطرح اليوم، وعلى رأسها إلى أين وصل فكر الأمير عبد القادر؟. وأضاف أن الملتقى ليس موعدا لصياغة نصوص معينة أو وضع وصفات محددة بقدر ما يعتبر فرصة تتيح للمحاضرين تشريح شخصية الأمير والاستفادة من مناقبه الجمة والعمل على توريثها للأجيال القادمة. من جهته زعيم خنشلاوي، رئيس قسم البحث بذات المركز، قال إن المحاضرات ستنحصر على أهم المداخل المحللة لشخصية الأمير عبد القادر المتعددة الجوانب، وكل جانب يفتح الباب أمام فضاء أوسع للتعاطي مع شخصية صاحب مقولة ”سأعود إلى الجزائر منصورا أو محمولا”. وأضاف أن المؤتمر بتعدد جلساته البالغ عددها 16 جلسة، وحجم المشاركة التي فاقت ال100 محاضر، وهذا بتحديد المشاركة - حسبه - حي لا يقع المنظمون في اللانهاية المستحيل تحقيقها، وهو يدل على تعدد جوانب الأمير التي تستدعي الدراسة باعتبار تعاملاته الدبلوماسية على جميع الأصعدة. كما أن أمير الجزائر نموذج هام للقائد الشاب الذي عين قائدا وهو في سن ال24 سنة واستطاع وضع صك العملة، وحمل على عاتقه حمل قيادة أمة بكاملها لها كيانها ومؤسساتها القانونية، وغيرها من الإنجازات التي بقيت شاهدة على إصلاحات مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة التي بنيت على العلم ولغة الحوار، كيف لا وهو الشخصية التي أذهلت العالم بفكرها الفذ..