في تغير مفاجئ للموقف الأمريكي، بدت لهجة واشنطن أكثر ليونة تجاه النظام السوري، حيث اعتبرت هيلاري كلينتون كاتبة الدولة الأمريكية أن ملاحقة الأسد بتهم جرائم حرب قد يعقد الأمر أكثر. وكانت كلينتون قد رفضت في تصريحات سابقة تسليح المعارضة السورية وحذرت من حرب أهلية، وهو تراجع أمريكي عن مواقف حازمة تجاه النظام قد تكون عمدت إليها الإدارة الأمريكية بعد فشل مجلس الأمن الدولي وكذلك مؤتمر أصدقاء سوريا في وضع حد للأزمة السورية. اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن هناك “حججا” قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سورية. وقالت كلينتون في كلمة القتها أمام مجلس الشيوخ “استنادا إلى خبرتي الواسعة أعتقد أن هذا الأمر قد يعقد التوصل إلى حل لوضع معقد أصلا، لأنه سيحد من إمكانات إقناع قادة بالتخلي عن السلطة”. وسئلت كلينتون أيضا عما إذا كانت تعتقد أن الأسد في طريقه للخروج من السلطة في آخر الأمر فقالت “أعتقد ذلك. لكن ما لا أعرفه هو كيف أحدد آخر الأمر”. وفاجأت تصريحات كلينتون هذه وتصريحات أخرى رفضت خلالها تسليح المعارضة وحذرت من حرب أهلية، المراقبين للأزمة السورية، واعتبروها تراجعا غير مفهوم عن مواقف حازمة سابقا. ويفسر متتبعون هذا الموقف الجديد بأن أمريكا تريد تجنب الفوضى التي آل إليها الوضع في ليبيا، ورجحوا أن تكون الولاياتالمتحدة تعمل على التوصل لتفاهم مع الرئيس الأسد على أن يترك الحكم طواعية والحفاظ على أجهزة الدولة. وحضرت كلينتون الأسبوع الماضي مؤتمر “أصدقاء سورية” الذي عقد في تونس بحضور دول غربية وعربية، ودعا الأسد إلى وقف قتل المدنيين في حملته على الانتفاضة المناهضة لحكمه. من جهتها قالت فرنسا إن مجلس الأمن الدولي بدأ أمس العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سورية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “نأمل ألا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح” في مجلس الأمن. وأضاف “في ضوء تلك الحالة الطارئة حان الوقت لكي يوقف كل أعضاء المجلس دون استثناء هذه الوحشية”. وقالت الأممالمتحدة الثلاثاء إن عدد القتلى خلال حملة الحكومة السورية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية “أعلى بكثير من 7500 شخص” لترفع تقديراتها السابقة لعدد القتلى بنحو الثلث. ومن جهته أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي استعداد بلاده لمنح اللجوء إلى الرئيس السوري بشار الأسد وأقاربه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. وأدلى المرزوقي بهذه التصريحات خلال مقابلة مع جريدة “لابريس” اليومية الرسمية الناطقة بالفرنسية. وقال عدنان المنصر الناطق باسم رئيس تونس، إن تونس مُستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء إلى تونس، إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر. وأكد عدنان المنصر، من حيث المبدأ تونس مستعدة لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد وأفراد عائلته، إذا كان هذا الاقتراح سيساهم في وقف إراقة الدماء وإنهاء قتل السوريين المستمر منذ أشهر.