الأفالان: الثلاثيني “ذراري” والأربعيني “شيخ الشباب” لم تشفع وصايا الرئيس بوتفليقة بالشباب الراغب في ولوج الحياة السياسية والدخول إلى البرلمان التأسيسي القادم عند الأحزاب، التي تمسكت بتقاليدها الخاصة جدا في ترشيح أصحاب المال والأعمال القادرين على دفع ثمن دخولهم السباق، في وقت وجد فيه شباب جامعي طموح يؤمن بالتغيير نفسه خارج اللعبة، فقط لأن جيبه خانه. لم يكن حظ الشباب الذين تجاوزت نسبتهم 75 بالمائة في المجتمع كحظ النسوة اللواتي أكرمهن الرئيس بوتفليقة بكوطة في إصلاحاته الأخيرة بعد أن أجبر الأحزاب السياسية، “التي لا تعمل إلا بالعصا ولا تأتي إلا بالعين الحمرا” على ترشيحها في قوائمها في حين بقي كلام الرئيس حول ضرورة تشبيب القوائم وتسليم الشباب المشعل لبناء حاضرهم ومستقبلهم مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، والاستقطاب الجماهيري تبنوه في خطاباتهم لمغازلة الشباب وملء صناديق الاقتراع بأصواتهم، ما دام كثير منهم لازالوا يؤمنون أنهم غير مؤهلين للتشريع ومساءلة الوزراء وخدمة منتخبيهم حتى وإن كانوا من خريجي المدارس العليا وكليات السياسة، ما دامت تأشيرة البرلمان تشترى وبالملايير بعد إقناع قيادات الأحزاب قبل التفكير في إقناع المواطن ببرنامجه، لانتخابه. خلال فترة إعداد قوائم الترشح للبرلمان القادم، اشتكى عدة شباب ل”الفجر” من تعنت بعض الأحزاب السياسية، التي نحرت فرحتهم بالإصلاحات، وبخطاب الرئيس الذي منح من وصل سنه 25 عاما حق الترشح بعد أن كان القانون يقصيه، لدرجة تمنوا فيها لو أن الرئيس أكرمهم بدورهم بكوطة تضع حدا “للديناصورات” القديمة ولأصحاب المال والأعمال ممن لا يفقهون من البرلمان إلا الحصانة والامتيازات المالية واستعمال حق الفيتو ضد ما يعارض مصالحهم التجارية. اقتربنا من بعض التشكيلات السياسية لنعرف نسب تواجد الشباب في قوائمها وسن أصغر مرشح لديها، لنعرف مدى الالتزام بتعليمات الرئيس وبسياسة التشبيب التي ظلوا يتشدقون بها في خطاباتهم وتجمعاتهم الشعبية، لكننا فوجئنا أن بعضهم يرشح ثم يقصى، في دلالة واضحة أن التشبيب لم يدرج في الأوليات ولم يحددوا نسبة معينة لمنح الفئة الأكبر في المجتمع حقها في تسيير شؤونها. الأفالان “لا معلومات آنية.. وإحصائهم بعد تثبيت القوائم عند الإدارة” ذكرت مصادر من بيت الحزب العتيد أن الأفالان الذي انهالت عليه ملفات المترشحين، ليتجاوز عددها 3400 ملف وعلى خلاف ما فرضه القانون العضوي المتعلق بترقية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، لم يأبه بلخادم كثيرا لعامل السن، حيث ذكرت ذات المصادر أن سن أصغر مرشح بالأفالان لم ينزل عن أربعين سنة، ليطرح السؤال نفسه بحدة، هل صاحب الأربعين ما زال شابا عند قيادة الأفالان وهل تخفيض سن الترشح من 28 سنة إلى 25 سنة موقوف النفاذ؟ وفي اتصال مع الناطق الرسمي للحزب قاسة عيسي، أكد الأخير، أنه لا يتوفر حاليا على نسبة الشباب في القوائم بسبب التغييرات، التي طرأت على القوائم في الساعات الأخيرة في ظل الحرب الضروس بين المناضلين للدخول في سباق البرلمان، كما أن الإحصاء النهائي لن يكون قبل تثبيت الإدارة للقوائم بعد دراستها والتمحيص فيها، خوفا من رفض ترشح أسماء، لأسباب إدارية، ولم يكشف لنا ذات المتحدث عن سن أصغر مرشح، لأنه لا يعرف. تكتل الجزائر الخضراء “رشحنا أكثر من 50 بالمائة من الشباب بعضهم في الثلاثين ربيعا” في الوقت الذي كان يتحدث فيه البعض عن صفقة بين تكتل الجزائر الخضراء والاتحاد الطلابي الحر المحسوب على حركة مجتمع السلم، تقضي بترشيح أمينه العام في مراتب متقدمة بقائمة العاصمة مقابل دعم التكتل والموافقة على وزير الأشغال العمومية، عمار غول على تصدر القائمة، إلا أن في الأخير قرر الاتحاد الطلابي مثلما تناقلته بعض الصحف الدخول بقوائم حرة لأسباب لم يكشف عنها لكن تتعلق في الأرجح بالصراعات التي اندلعت بين الأحزاب الثلاثة للتكتل، ما يحرم التكتل من دعم شيابي له وزنه، كما يحرم التكتل من شاب قد يدعم حظوظ تواجدهم في البرلمان القادم. وعلى صعيد الحديث الرسمي، أكد رئيس حركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي في اتصال مع “الفجر” أن نسبة تواجد الشباب في قوائمهم فاق 50 بالمائة ولم يتجاوز سن بعض المرشحين 30 سنة دون تقديم أرقام دقيقة ولا شواهد على شباب نصبوا على رؤوس قوائم التكتل الأخضر ببعض الولايات. العدالة والتنمية “لا معلومات ونعمل على إحصاء النسبة بعد إيداعنا قوائم الترشح” بعد إيداع قوائم الترشح على مستوى الداخلية وتسرب أخبار عن تشكيلة قوائم جبهة العدالة والتنمية بدأ الحديث عن مزايا منحها الشيخ عبد الله جاب الله لأقاربه وأقارب القيادات الحديدية لحزبه، على غرار لخضر بن خلاف وغافور سعدي، لتعلن بعض الولايات رفضها للمرشحين وتتوعد بكشف المستور. ادعاءات جعلت كثيرين يتهمونهم بمحاباة ذوي القربى خاصة وأن الشيخ رشح زوجته في المرتبة الرابعة بقائمة العاصمة، كما كان لرجال المال والأعمال من مقاولين وغيرهم حضور قوي على رأس بعض الولايات لتلاحقه هو الآخر تهمة عدم تشبيب القوائم بالشكل المطلوب. وخلال اتصالنا بالقيادي في جبهة العدالة والتنمية والذراع الأيمن للشيخ عبد الله جاب الله، لخضر بن خلاف بغرض إيفائنا بنسبة الشباب في قوائمهم وسن أصغر مرشح لديهم، قال محدثنا إن النسبة لا تتوفر حاليا وستعكف الجهات المعنية على إحصاء النسبة نهار أمس على أن تكون جاهزة في المساء”.