رغم التزام مختلف التشكيلات السياسية بالكوطة التي فرضها قانون توسيع المشاركة السياسية للمرأة إلا أن النساء لم يحظين بالمراتب الأولى في القوائم الخاصة بتشريعيات ال 10 ماي المقبل إلا لدى أحزاب قليلة. فما عدا حزب العمال الذي أكد للنصر بأن نسبة تصدر النساء لقوائم ترشيحاته عبر الوطن تصل 30 بالمائة فإن أغلب الأحزاب الأخرى ما زالت تتكتم على نسبة وجود النساء على رأس قوائمها وتكتفي بالتأكيد على حرصها على تطبيق القانون العضوي رقم 12-03 المؤرخ في 12 جانفي 2012 الذي يشدد على ضرورة ألا يقل نسبة تمثيل المرأة عن النسب المحددة بحسب المقاعد المتنافس عليها. فنظرا لكون كل حزب يسعى إلى كسب أكبر عدد من مقاعد البرلمان المقبل فإن أغلب الأحزاب التي عبرت عن استعدادها لدخول استحقاق العاشر ماي المقبل دخلت في رحلة سباق للبحث عن ما يعرف بالأوزان الثقيلة لتصدر قوائمها والذين نجد بينهم نساء قليلات. وخلال اتصالنا ببعض الأحزاب السياسية وجدنا أن الأغلبية مازال يتكتم عن الإفصاح عن الشخصيات التي سيرشحها لا سيما النساء ومن سيكون الأجدر بترؤس قوائمها من باب '' عدم استباق الأحداث ''، ما عدا التسريبات التي تأتينا من هنا ومن هناك عبر قنوات رسمية وغير رسمية. ومن بين هذه الأحزاب نجد حزب جبهة التحرير الوطني، فقد صرح لنا قاسة عيسى عضو الهيئة التنفيذية المكلف بالإعلام في الحزب بأن الأفلان مازال في طور إعداد القوائم ومن السابق لأوانه الحديث عن نسبة تصدر النساء قوائمه للتشريعيات. وبالنسبة لذات المسؤول فإن المرأة ستحظى بمراتب محترمة ومتقدمة في قوائم الترشيحات بما يمكنها من الفوز ودخول البرلمان وقال لنا أنه لا يرى أهمية كبرى في أن ترشح المرأة على رأس قائمة وهي قادرة على الفوز في قوائم الحزب حتى ولو تم ترتيبها ثانية أو ثالثة. ونفس الشيء بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي الذي مازال يتكتم على تشكيلة قوائمه وعن موقع النساء في مراتبها حيث اكتفى مصدر مسؤول في الحزب بالتأكيد لنا بأن نسبة تمثيل المرأة سيكون مطابقا لما ينص عليه القانون أما مسالة اختيار المترشحين من الجنسين وترتيبهم فستكون من صلاحية المكاتب الولائية دون أي تدخل من القيادة. أما حركة مجتمع السلم التي انخرطت في التكتل الإسلامي '' الجزائر الخضراء'' فلا ترى مانعا من تصدر النساء قوائمها بشرط أن تكون من يتم ترشيحها قادرة على كسب مقعدها. وفي هذا الصدد صرح المكلف بالإعلام في الحركة كمال ميدا للنصر بأن '' حمس '' ستحاول أن تجعل على رأس كوطتها الخاصة بمتصدري القوائم المشتركة مع أحزاب التكتل الأخرى، نساء مرموقات في المجتمع دون أن يحدد نسبة وجود النساء على رأس القوائم في الولايات التي سيتصدرها مترشحو ''حمس''. ومن جهتها تحدثت كل من جبهة العدالة والتنمية وجبهة التغيير عن حرصهما على منح مراكز متقدمة للنساء في قوائمها دون أنها تحدد إن كان الأمر يتعلق بمركز الصدارة. وقال لخضر بن خلاف العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية للنصر '' سوف تحترم نسبة تمثيل المرأة في القوائم التي ينص عليها القانون وربما سنزيد على ذلك '' ولكنه لم يتحدث عن من سيتصدر رؤوس القوائم من مرشحي ومرشحات الحزب وهو نفس ما ذهب إليه أحمد الدان نائب رئيس جبهة التغيير الذي صرح للنصر بأن الحديث في تصدر القوائم سابق لأوانه. وفيما اكتفى الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي بأن قائمتين على الأقل ( لحد الآن ) قد رشحت نساء في صدارتها بسيدي بلعباس وعين تيموشنت فإن موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية لا يرى مانعا في أن تتصدر نساء قوائم حزبه ولكنه كان صريحا في تصريحه للنصر عندما ربط الأمر بقدرة كل من ترغب أو يرغب في تصدر قوائمه أن على دفع 100 مليون سنتيم لخزينة الأفانا مقابل هذه الحظوة.