01 ... ... لا جرائد هذا الصباح، ولا شاي، لا تبغ، لا قهوة بالحليب، ولا غاز، لا ماء، لا كهرباء ، ولا شعر، لا بحر، لا رمل، لا نورسه! إنهم يطلقون الرصاص من الخامسه! يا تر ى.. عندما يطلقون الرصاص على شاعر، أو على طائر، أو على نرجسه! في صباح حزين، كهذا الصباح المعلق فوق حبال التردد ! بين الرطوبة واليابسه ! وطني.. من يصف الورود على شرفة الفجر، أو يفتح الباب للشمس كي تدخل القلب أو يعبر اللحظة الدامسه كحصان من البرق، من يشعل البرق في طيلسان الأنوثة، أو يمنح العطر للأقحوان المجفف، فوق سطوح البيوت، في ضحكة امرأة عابسة؟ يا ترى.. في صباح حزين، كهذا الصباح الذي.. يشبه المكنسه! من يعيد النجوم إلى سقفها المتهالك، أو يرجع الوقت للساعة الحائطية حين تنام العقارب نوما عميقا على بعضها في الصباح الحزين على الخامسة! يا ترى.. عندما يذهب الشعراء إلى النوم من يخرج الشعر من كشتبان الرتابة من يدخل الشعر في إكليروس الحداثة أو يوقظ الحاسة السادسه في قناع من الشمع من؟ ومن يقرع الجرس المدرسي مساء الخميس لكي يخرج الطل، والفل والياسمين الخجول من المدرسه ؟! يا ترى.. عندما يترك الشعراء أصابعهم في البيوت وهم يخرجون إلى حاجز غامض أو إلى.. مومسه ! من يحذرهم من فساد الظنون ومن طعنة في الظلام الشفيف ومن شهوة امرأة جالسه فوق سرج الرجولة تحت سياط من البرق تأخذ وضعية الفارسه؟! 02 في الصباح الحزين الذي... يطلقون الشتائم فيه على.. أمنا! وطني ... كم من الورد يكفي، وكم سوسنه ياترى سوف تكفي.. لنكذب كل صباح على حزين على ذقن أطفالنا الطيبين لنقنعهم أننا.. في الهزيع الأخير من الانتظار الممل وأن الدماء التي في الشوارع ورد.. تفتح قبل الأوان ، وكم دندنه يا ترى سوف تكفي لنوهمهم أننا.. أبرياء من الذنب والكبرياء ومن سنوات الجنون التي عذبتنا كثيرا. كما عذبتهم بنا؟! ما الذي خلفته لنا نشرة الثامنه من جميل الكلام عن الحب كي نكتب الشعر.. عن أجمل السيدات بلادي وعن زهرة الأمكنه ؟! ما الذي سوف نحكي لأطفالنا في ليالي الشتاء إذا سألونا.. عن الطلقات التي بيننا ؟ وماذا نقول لنقنعهم أننا أمة مؤمنه وفي كل فجر يموت الندى ويموت الشذى وتموت الخيول على بعد مترين .. من مئذنه ؟! 03 يا صباح الندى.. والجحيم، ويا موطن الوحش، والسنبله! ما الذي تستطيع الفراشة.. أن تحمله! من هموم القصيدة أو تستطيع القصيدة أن تفعله في زمان التماسيح، والديناصورات، والفيله! ما الذي لم يقله لكم مهرجان الجنون لكي تسألوني ما قد تعسر يا أصدقاء من الشعر والعندله ؟! ما الذي يكتب الشعراء وهم خائفون كما ينبغي أن تخاف الطيور على ريشها من رذاذ المساء وهم جائعون كما ينبغي أن يجوع الكريم.. إلى كلمة حرة وإلى لقمة حرة في بلاد تقاسمها في بنوك الربا.. بالديون ، اللصوص، وبالجدوله؟! ما الذي يترك الشعراء لقرائهم.. في بريد الصباح وهم يسقطون بلا سبب واضح في الفراغ الرهيب كما تسقط الثمرة الذابله! أنضجتها البنادق أو أنضجتها الكوارث والمرحله! ... ... ... من سنين وهم يطلقون الرصاص ومن سنوات ونحن نموت تعبنا من الموت نحن، ولم يتعب القتله ! ولم يستريحوا ولو ومضة من زمن لكي نستريح من الهروله! ونكتب أغنية للوطن ونموت كما ينبغي أن تموت الخيول الأصيلة دون رصاص كثير ودون كلام كثير