فنان التشكيلي دليل ساسي أنه على الرغم من امتلاك الفن التشكيلي الحديث في الجزائر جمهور عريضا، إلا أن هذا المجال تعتريه بعض النواقص التي جعلت الاهتمام به جد قليل بين فئات الناس المختلفة مرجعا ذلك إلى عديد الأسباب وفي شتى المستويات. أكد الرسام دليل ساسي، في حديث جمعه ب”الفجر”، على أهمية الجمهور في بناء الفن التشكيلي، حيث يعد الركيزة الأساسية للفنون الحديثة التي تعتمد على الإبداع والذكاء والموهبة، مشيرا في نفس السياق إلى غياب ثقافة الاهتمام باللوحات الخاصة التي تستعمل تقنيات حديثة وإضافات جديدة، والتي مردها - كما قال - إلى جملة من العوائق والظروف التي تهدد كثير الفنون في بلادنا وليس الفن التشكيلي وحده على غرار تدني المستوى التعليمي، وكذلك الثقافي والأدبي، إلى جانب المستوى المعيشي للأفراد الذي يلعب دورا كبيرا في التنمية، ومنها تنمية الذوق الجمالي للإنسان عبر شرائه للوحات الفنية. في سياق آخر أشار المتحدث إلى استعماله تقنية مميزة وحديثة توظف لأول مرة في الجزائر في رسمه لأعمال هذا المعرض الذي يمتد إلى غاية متصف الشهر الجاري من خلال القيام بالتقاط الصورة وبرمجتها بواسطة جهاز الإعلام الآلي، أين تتم معالجتها التقنية. أما عن الألوان المشكلة لمجمل اللوحات أنها تستنبط انطلاقا من الضوء إذ لا تكرر الألوان إلا مرة واحدة، ولاستخراج لوحة من هذا النوع تحتاج لعدد من المراحل وكل مرحلة تعطي نتيجة مختلفة عن سابقتها، يستطيع الفنان من خلالها أن يحدد طريق استمرار اللوحة، فالضوء هو من يصبح مسير الألوان. للإشارة فقد شمل المعرض حوالي 100 لوحة متنوعة تتناول التراث التلمساني الخاص بعاصمة الزيانيين، جسدت روح ونظرة الفنان لبيئته ومعالمها وآثارها.