أشاد الفنان التشكيلي محمد جوة بدور الألوان في صناعة اللوحة الفنية، باعتبار الدلالة المتنوعة التي ترمي إليها من خلال القراءات المتعددة لجمهور المتلقين لها، وكذا الإحساس بالموضوع المراد التعبير عنه من طرف الرسام، مقدمة أشكالا تعبيرية مختلفة تعود لفترات معينة من الزمن. قال الفنان محمد جوة، في حديث جمعه ب”الفجر”، إن معرضه المتواصل برواق فنون وثقافة بالعاصمة إلى غاية ال16 من الشهر الجاري، والذي حمل شعار ”التعبير بالألوان”، هو ثمرة مجهود سنة كاملة بني على بحوث ودراسات تناولت مختلف جوانب اللوحة انطلاقا من الموضوع إلى الشكل، حيث يضم 26 لوحة متنوعة، معتبرا في نفس الوقت أشكال التعبير تختلف من فنان لآخر ومن حقبة تاريخية لأخرى. فالتعبير عن الأشياء أو الوقائع في عصور ما قبل التاريخ ليس نفسه المتداول اليوم في الرسم، حيث لم يتوقف عند هذه المرحلة الزمنية بالذات، فقد طرأت عليه تغييرات وتطورات كثيرة أعطت له نكهة خاصة وبشتى الوسائل، على غرار الموسيقى، الرقص وغيرها، وهي التي تتميز بها لوحات هذا المعرض، حيث أشار إلى استعماله للألوان المختلفة وفي مقدمتها الأصفر، الأزرق، الأبيض، بهدف إعطائه لغة عالمية تجسد حياة الفنان وحبه وذوقه للحياة انطلاقا من العناصر المشكلة للواقع ومعايشة الناس وكذا الطبيعة وظروفها، بطريقة فنية جميلة عمد فيها إلى توظيف الحركة المتعلقة بالألوان، التي قال عنها إنها تبرز عديد المفاهيم لرسوماته التشكيلية بعيدا عن الصمت والجماد. وفي ذات السياق نوه محمد جوة إلى أنه أراد من خلال جملة هذه اللوحات المنضوية على تشكيلة منوعة من الألوان، الوصول إلى تفكير وذهنية المتلقي حتى يتيح له الفرصة من أجل قراءتها وتحليلها بطرق عديدة وكذا لقياس نظرته المشاهد حول هذه المواضيع، واصفا حالة وضع عنوان اللوحة تبدأ من نفسية الفنان وبعد حواره مع اللوحة. وعلى حد قوله ليس بالإمكان اختيار العنوان مادام الأشغال لم تنته، لأن اللوحة هي التي تستهوي الرسام وبالتالي الحوار الدائر بينهما يضفي النكهة والاختيار السليم للعنوان، دون حدوث أي خلل من شأنه أن يعكر الذوق أو التحليل الفني لها من طرف المشاهد.