واصل، أمس، تيار الإخوان المسلمين في مصر، مسيرة إقصاء اللواء عمر سليمان المرشح للرئاسة، وذلك بعد أن نجح الإخوان في إصدار قرار برلماني يقضي بمنع رموز النظام السابق من الترشح للرئاسة، وخرج عشرات الآلاف من التيارات الإسلامية في مليونية جديدة ل"السخرية" من ترشح سليمان للرئاسة وحمل المتظاهرين نعوش تحمل صور عمر سليمان. شهدت مصر خلال الأربع والعشرين ساعة الأخير، تطورات هامة في مسيرة مرشحي الرئاسة الذين يبلغ عددهم 23 مرشح ينحدر معظمهم من التيارات الإسلامية في مقدمتها الإخوان المسلمون. ومن أبرز الخطوات التي قادها تيار الإخوان، الذي يسيطر على معظم مقاعد البرلمان المصري بغرفتيه، نجاحهم برلمانيا في اعتراض حظوظ المرشح عمر سليمان الذي يوصف بأنه مرشح المجلس العسكري المصري. وخرج، أمس، الإخوان المسلمون في مسيرات اتجهت إلى ميدان التحرير وذلك من أجل إحياء جمعة أطلق عليها "جمعة حماية الثورة"، وركزت المظاهرات التي شهدت إقبالا معتبرا بحسب تقارير وسائل الإعلام المصرية، على المرشح عمر سليمان، الذي بات يواجه مصير الخروج المبكر من سباق رئاسة المصر بعد القرار الذي أقره مجلس الشعب المصري، في انتظار المصادقة عليه بشكل نهائي هذا الأسبوع. وتعليقا منه على قانون العزل السياسي لرموز النظام السابق الذي يجري تجهيزه في مجلس الشعب بشكل رسمي، قال عمر سليمان في حوار مع صحيفة "الأهرام" نشر أمس: هذا القانون يجري تجهيزه على مقاس عمر سليمان فقط، مع التأكيد أن هذا القانون يسيء لمصر وللبرلمان أمام العالم ويتنافى مع الحقوق السياسية لكل مواطن. ويجمع الخبراء والمراقبون على أن الإخوان وجدوا من إعلان سليمان ترشحه فرصة ذهبية للعودة إلى الساحة الشعبية عبر بوابة ميدان التحرير، الذي ظل الإخوان يقاطعه لعدة أشهر رغم إصرار شباب "الثورة المصرية" من التيارات اليسارية والليبرالية وحركة 6 أبريل وحركة كفاية، على الاستمرار في الاعتصام حتى تحقيق جميع مطالب الثورة وتسليم المجلس العسكري المقاليد إلى سلطة مدنية، واتجه تيار الإخوان بعد حصوله إلى الأغلبية البرلمانية إلى اعتبار أن صوت "ميدان التحرير" مواز لصوت البرلمان المنتخب مما يستدعي التوقف عن المليونيات. عودة الإخوان بهذا الشكل، وصفتها أستاذ الدعوة الإسلامية الدكتورة آمنة نصير الأمة بالتأخر، وهو ما جعله يبدو كقانون موجه لمحاربة أشخاص بعينهم، على حد وصف الدكتورة، التي أوردت في تصريحات إعلامية: "الإخوان والسلفيون يتعاملون بأنانية مع مشكلات الوطن، ويعتمدون على التمويل الكبير على أحزابهم من الداخل والخارج". بينما اعتبر الناشط السياسي المصري البارز جورج اسحق، أنه ضد فكرة العزل المناهضة لحقوق الإنسان، مذكرا بأننا في مرحلة جديدة للتوافق وكتابة الدستور بجمعية تأسيسية جديدة، وأن يتولى رئيس ترشحه القوى الوطنية ويكون له مساعدون من رحم الثورة للخروج من النفق المظلم. من جهتها، بررت جماعة الإخوان المسلمين خروجها في "مليونية حماية الثورة" بالظروف السياسية التي تمر بها بعد ظهور مؤشرات على دعم المجلس العسكري لمرشح من النظام المخلوع، كما قال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمود حسين، في تصريحات إعلامية: "إن مليونية حماية الثورة ليست من أجل المرشح الرئاسي عمر سليمان فقط، وإنما الهدف منها هو مواجهة جميع أشكال إعادة إنتاج نظام الرئيس المخلوع".