وزارة الشؤون الدينية "الدولة لن تحجر عن المتشيعين خارج مؤسساتها" كشفت مصادر موثوقة ل"الفجر"، عزم شيعة جزائريين دخول الحياة السياسية عبر بوابة البرلمان القادم بعد ترشحهم في قوائم أحد الأحزاب الإسلامية الجديدة، التي تؤكد على أنها ستحوز على غالبية مقاعد البرلمان القادم وأن "ربيع الجزائر سيكون إسلاميا بامتياز"، في وقت يطرح فيه بعض الطلبة العائدين من جامعة "قم" الإيرانية إشكالية بخصوص معتقداتهم الجديدة. قالت مصادر مطلعة ل"الفجر"، إن شيعة جزائريين ترشحوا للتشريعات القادمة في قوائم أحد الأحزاب الإسلامية الجديدة، لدخول البرلمان من أوسع أبوابه، مستدلة برأس إحدى قوائمه في إحدى ولايات غرب البلاد، في وقت يتحدث فيه الوزير الأول أحمد أويحيى عن خطر الزحف الشيعي والوهابي الذي يهدد الجزائر. ويسود تخوف كبير من اختراق المرجعية الشيعية المتعصبة، لأفكار لا تتماشي مع المرجعية الدينية السنية للدولة الجزائرية، خاصة وأن إيران تقدم منحا للطلبة الجزائريين للدراسة في جامعة "قم" وتسهل لهم الزواج من إيرانيات للالتفاف كليا على معتقداتهم، ما يطرح إشكالا بعد عودة هؤلاء إلى وطنهم حيث يرفض بعضهم الصلاة في المساجد الجزائرية ويطالبون بإقامة "حسينيات" وغير ذلك من المعتقدات، كالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأدهى أن هؤلاء يحاولون الترويج وسط الشباب لأفكارهم الجديدة. من جهتها، أكدت وزارة الشؤون الدينية على لسان المكلف بالإعلام، عدة فلاحي، أن الجزائر تؤمن بحرية المعتقد الشخصي لكنها حريصة على خدمة المرجعية الوطنية، المالكية والاباضية، للحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع ولن تسمح بمحاولة اختراق المرجعية الشيعية أو غيرها لمؤسسات الدولة بطريقة أو بأخرى "وعندما ستكون قوانين الجمهورية هي الفيصل الوحيد". وقال ذات المسؤول في اتصال هاتفي مع "الفجر"، إن لا إحصائيات رسمية حول عدد المتشيعين في الجزائر لعدم وجود مؤسسات مهتمة بهذا المذهب "وفي تقديراتي عددهم محدود جدا مقارنة بالسلفيين"، مشددا على أن "التشيع حرية شخصية لكن بعيدا عن مؤسسات الدولة" وأن "الدولة تتعاطى مع الحجم الحقيقي لهذه الفئة التي لا تدعو إلى التهويل". وأوضح ذات المسؤول قائلا، أن لا مشكل للسلطات الجزائرية مع المذاهب المعتمدة لكنها لن تكون استثناء في انتماءاتها ومرجعيته وستحافظ على انتمائها وخصوصيتها ومرجيعتها كما هو معمول به في جميع دول العالم. وأكد فلاحي في رده على سؤال حول الطلبة الجزائريين الذين يدرسون في الجامعات الإيرانية وينهلون من المعتقدات الشيعية، أن الأمر يدخل في خانة حرية الفكر والرأي، مادام الأمر في حدود الالتزام الشخصي، خاصة وأننا نعيش في عالم مفتوح على كل التيارات والمذاهب ومثلما يوجد طلبة جزائريون يذهبون إلى جامعة "قم" الإيرانية هناك طلبة يدرسون بالأزهر الشريف ولا يمكن الحجر على أي شخص شريطة أن يحتفظ بها لنفسه ويحترم قوانين الجمهورية، لأن الدولة لن تسمح بأي تجاوزات. يذكر أن الوزير الأول، أحمد أويحيى، حذر منذ أيام قليلة جدا، خلال تجمع شعبي له بمدينة الجسور المعلقة في إطار الحملة الانتخابية من خطر التشيّع والوهابية على الجزائر بالتأكيد على أن "الزحف الأخضر للشيعة والوهابيين هو من المخاطر الزاحفة على شعب مسلم سني".