تسربت أنباء متطابقة من محيط "جماعات شيعية " ناشطة بسرية في عدة ولايات جزائرية تفيد اعتزام متشيعين فكريا وسياسيا تنظيم حلقات عزاء خاصة برثاء سيدنا الحسين ابن الإمام علي كرم الله وجهه وأحد سبطي الرسول، هذه الذكرى التي دأب شيعة العالم - إيران - لبنان - العراق - البحرين - أفغانستان - سوريا.. وفي الخليج إحياءها كل عام وفي ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم، التاريخ الذي استشهد فيه الحسين رضي الله عنه في موقعة كربلاء الشهيرة. وفيما سرت هذه الأنباء بقوة دون أن تؤكد السلطات المختصة ذلك، حتى وان علم أن هيئات رسمية إدارية تلقت تعليمات تفيد بالبحث والتقصي وإعداد تقارير خاصة عن ظاهرة التشيع ككل، المنتشرة في الشارع الجزائري منذ عدة سنوات، ميزتها حلقات علمية تتداول "كتب شيعية العقيدة والفكر العقدي والتمذهب" على نطاق واسع مثل تقاسير الطبطبائي والإمام العسكري وكتب "ليالي بيشاور" الذي بيع في المعرض الدولي للكتاب المنعقد بالعاصمة منذ سنوات، اضافة الى كتيب "وركبت السفينة" وغيرها من المراجع الشيعية. بالاضافة الى التركيز الواضح على بعض المراجع السنية "تفسير ابن كثير" وصحيح البخاري ومسلم التي تورد بعض الأحاديث والوقائع المؤيدة للنظرة الشيعية في الآثار المتعلقة بأسباب الفتنة الكبرى وولاية علي كرم الله وجهه، ما اثار عدة "شبهات" لدى العوام من الناس، وسط عجز النظام الديني الرسمي للدولة وضعفه الواضح في مناقشة هذه القضايا والتأسيس لمؤسسة دينية قوية تتولى الدفاع وحماية المعتقد السني الشعبي المذهب المالكي، امام الاختراقات المتكررة للتيار السلفي الوهابي والتيار الشيعي، ما يرشح "المجتمع الجزائري" تفقيس افكار ومذاهب غريبة تتجه الى تلاوين طائفية بالنظر الى "التكفير" و"اللعن" المتبادل بين التيارين السلفي والشيعي مثلما هو حادث في العراق. وبحسب تقارير عديدة فإن عدة ولايات جزائرية على غرار العاصمة ووهران وتيارت وباتنة ومعسكر وتبسة وسطيف وقسنطينة وجيجل، تشهد اكثر من غيرها تغلغلا للفكر الشيعي، بظهور مجلات عامة لاتتورع في الحط من قيمة الصحابة كأبي بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب والسيدة عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول، وحرمان السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول من الميراث ودفنها دون قبر، وعيرها من الإشكالات التاريخية المصبغة بتأويلات مذهبية وسياسية، بالاضافة الى اللعن المتواصل لمعاوية بن ابي سفيان. وتفيد عدة تحليلات ان المد الشيعي يتساوق مع النهضة الشيعية في العالم بعد انتصار حزب الله في حرب التحرير 2000 وصموده في حرب صيف 2006 امام اسرائيل وبروز ايران كقوة اقليمية سياسية عسكرية ونووية والانقلاب السياسي الهادئ في البحرين ذات الأغلبية الشيعية والأسرة السنية الحاكمة، بحكم ان العديد من الجزائريين الذين تولوا نشر الفكر الشيعي يتوزعون بين افراد تمدرسوا بفرنسا وكانت لهم علاقات مع شخصية جزائرية (محسوبة من طرف الأجهزة الجزائرية على المذهب الشيعي) بحكم عمله كسكرتير خاص للإمام الخميني اثناء منفاه الباريسي، وكذا وجود عدة طلاب جزائريين يزاولون دراستهم بالمدارس الشيعية بسوريا، مع مؤشرات قوية بترددهم الدوري على جامعة قم الايرانية، بطرق غير مكشوفة بتعمد جهات معينة تسهيل الدخول والخروج دون التأشير على جوازاتهم بالدخول والخروج من ايران، اضافة الى وجود مراجع شيعية جزائرية كبرى من اصول جزائرية على غرار الشيخ نعمت الله الجزائري. أ.أسامة