دخلت، أمس، الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة، أسبوعها الثالث بعد أن استنفدت أسبوعين كاملين من عمر هذه الحملة، التي تبين مع مرور الأيام أنها لم تثر اهتمام الناخبين ولم تتمكن الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الموعد الانتخابي من استقطاب الناخبين أو إقناعهم حتى بحضور التجمعات الشعبية التي أصبحت تنشط في قاعات شبه فارغة، فاسحة المجال للتنكيت على القوائم الانتخابية وعلى مسؤولي بعض التشكيلات السياسية الذين لا يظهرون إلا في المناسبات والمواعيد الانتخابية. دخلت، أمس، الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المقررة في العاشر ماي المقبل أسبوعها الثالث والأخيرة دون أن تتمكن التشكيلات السياسية المشاركة في هذا الموعد من إعطاء نكهة خاصة لهذه الانتخابات، حيث المتجول عبر مختلف أرجاء العاصمة يظهر له جليا الغياب الكلي للمترشحين الذين يتفادى غالبيتهم الوصول إلى المواطنين خوفا من رد فعل هؤلاء في حالة استمالتهم وطلب أصواتهم. وقد أصبح القيام بهذه المهمة صعبا جدا كون المواطن الجزائري أصبح "واقعيا" ويطالب بالملموس مقابل تقديم الصوت ويطالب بما يمكن القيام به في الواقع للفوز بأصوات هؤلاء الشباب أو حتى مختلف العائلات، لا سيما بعد التجارب السابقة التي مر بها هؤلاء حيث شهدوا صعود نواب إلى البرلمان دون العودة إلى مساقط رؤوسهم. وتسمح جولة عبر مختلف الأحياء ومواقع اللوحات باكتشاف مدى لامبالاة المواطنين بهذه الحملة الانتخابية حيث تظهر العديد من مواقع لوحات الإشهار فارغة من الملصقات دون معرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك، بالإضافة إلى تعرض الملصقات منها إلى التمزيق. وفي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن استراتيجية وانتظار الأيام الأخيرة لإلصاق صور المترشحين في كل الأماكن، يؤكد آخرون أن بعض الأحزاب السياسية تقوم بإلصاق صور مرشحيها في كل أماكن اللوحات الإشهارية كونها تجدها دوما فارغة ولا تستعملها للتشهير أو الدعاية لقوائمها الانتخابية. وقد عمدت بعض الأحزاب السياسية في محاولة لاستمالة الناخبين تعليق صور الرئيس بوتفليقة إلى جانب صور مرشحيها والتأكيد أن التصويت على القائمة هو بمثابة التصويت على برنامج الرئيس، كون هذه الأحزاب السياسية لم تقدم برنامجها ولم تقترب من المواطنين لشرح خطوطه العريضة. ولحد الآن لم تتضح بعد الاستراتيجية التي تنوي السلطات العمومية انتهاجها في الأيام القليلة المتبقية لإعطاء جرعة أكسجين للحملة الانتخابية أو إقناع المواطنين بضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع، بعد أن أظهرت الحملة الانتخابية الحالية عدم اهتمام ولامبالاة المواطنين وهو الذي ينذر باحتمال عزوف انتخابي واسع.