توّج بوروسيا دورتموند ببطولة الدوري الألماني لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي، بعد منافسة شرسة من وصيفه بايرن ميونيخ الذي سيلعب نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أيام على ملعبه “أليانز أرينا”، وعلى الرغم من قوّة الدوري الألماني، ولكن قد يغيب عن البعض أبرز المراحل والصعوبات التي مرَّ بها البطل، إضافة لأسماء عدد من المساهمين في التتويج ومجموعة العوامل التي أسهمت في احتفاظه باللقب الثامن في تاريخه. جعلته أول فريق ينجح بالمحافظة على لقبه بعد موسمي 2004-2005 و2005-2006 عندما توّج بايرن، ليحقّق بوروسيا أعلى رصيدٍ من النقاط في تاريخ الدوري وهو 81 نقطة، متخطيا رقم بايرن 79 نقطة الذي سجلّه مرتين في السبعينات، ومعزّزا موقعه في المركز الثالث على لائحة الأندية الأكثر تتويجا في البوندسليغا خلف بايرن 22 لقباً ونورمبرغ 9 ألقاب. قبل الدوري والبداية السيئة كان من الطبيعي أن يكون دورتموند مرشّحاً للمنافسة على اللقب بعد نهاية الموسم الماضي، ولكن ما حصل في فترة الانتقالات الصيفية والمراحل الأولى من الدوري بالإضافة لخروجه من دور المجموعات في أبطال أوروبا، دفع الكثير من المهتمين بالدوري الألماني ودورتموند إلى التشكيك بإمكانية حفاظه على لقبه، وتخلّى النادي عن اثني عشر لاعباً دفعةً واحدة في فترتي الانتقالات بين عدم تجديد وإعارة وبيع، أبرزهم التركي نوري شاهين الذي أصبح أسيراً لمقاعد البدلاء في ريال مدريد الإسباني، وأضيف للفريق سبعة لاعبين أبرزهم الكرواتي إيفان بيريسيتش الذي وصل سعره لخمسة ملايين يورو تقريباً من كلوب بروج البلجيكي، وبالمجمل فإنّ مدخول ومصروف الفريق في فترتي الانتقالات لم يتجاوز العشرة ملايين يورو محقّقاً ربحاً بسيطاً لا يتجاوز 1.5 مليون يورو، وهو رقم لم يحدث من حيث الانفاق لأي بطلٍ في إحدى بطولات الدوري الأوروبية الخمس الكبرى: إنكلترا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، البرتغال” والتي حسمت مسألة بطلها هذا الموسم. عودة البطل لألقه عاد الفريق الألماني إلى الصحوة بداية من المرحلة السابعة، فحقّق 22 نقطة من 24 بعد أن فاز في سبع مباريات وتعادل بمباراة وحيدة كانت خارج أرضه (شتوتغارت 1-1)، ليحدث نقلةً نوعية في أدائه وترتيبه بعد أن كان الحادي عشر في المراحل الستة الأولى أمام ماينتس وكولن بفارق الأهداف، ليصبح بعد هذه الانتصارات في المركز الأول لأول مرة بفارق الأهداف عن مفاجأة الموسم مونشنغلادباخ، وذلك تحديداً بعد الفوز على شالكه 2-صفر في المرحلة (14).