سقط إسلاميو الجزائر، أمس، بالضربة القاضية في معركة التشريعيات بعد أن خسرت أحزاب التكتل التي أعلنت تشكيل الحكومة القادمة 29 مقعدا مقارنة بتشريعيات 2007، ولم يستطع العائد من بعيد، جاب الله تحصيل أكثر من 7 مقاعد. استيقظ الإسلاميون، أمس، من أحلام اليقظة التي كبلت خطاباتهم بعد “الربيع العربي” الذي فتح شهيتهم على الحكم على كابوس يؤكد أن “صفحة الإسلاميين في الجزائر بعد المأساة التي عاشتها الجزائر على مدار سنوات طويت” ولم يلعبوا مجددا بالنار و”يقحموا الدين في السياسة”، مفضلين الإبقاء على تضاريس الخارطة السياسية القديمة والقوى السياسية التي تسير البلاد رغم الاحتجاجات التي زلزلت عديد القطاعات، لاسيما عشية التشريعيات التي على مدار أشهر بعد أن ابتسم الصندوق مجددا للقوى التقليدية التي ظلت تهيمن على المشهد السياسي ومنحها اكبر من 380 مقعد من أصل 462 مقعد، في حين لم تجمع 7 أحزاب كاملة أكثر من 59 مقعدا، حيث حصد تكتل الجزائر الخضراء الذي يضم حركة حمس، النهضة والإصلاح الوطني 48 مقعدا، جبهة العدالة والتنمية 7 مقاعد، جبهة التغيير 4 مقاعد، لتخرج الأحزاب الثلاثة الباقية خالية الوفاض. وأكد القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في اتصال مع “الفجر” وجود تلاعب كبير في نتائج التشريعيات، خصوصا وأن “الأسلاك المنظمة انتخبت كلها في اتجاه واحد” في إشارة منه إلى قوات الجيش الشعبي الوطني. وأضاف منسق الحملة الانتخابية لتكتل الجزائر الخضراء، أن المؤشرات خلال يوم الاقتراع كانت كلها تصب في صالح تكتل الجزائر الخضراء، لكن فوجئنا صبيحة أمس وقبل إعلان وزير الداخلية للنتائج المؤقتة عن تكريس المشهد السياسي القديم وهيمنة جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني التقليدي، ما يؤكد أن البرلمان القادم سيبقى على حاله، محملا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مسؤولية ما سيحدث. وأكد ذات المتحدث ل”الفجر”، أن “التكتل لن يسكت عن التزوير وعن التلاعب في النتائج”، “لا يعقل بعد أن كمن في المرتبة الثانية بعد جبهة التحرير الوطني وبفارق بسيط يعود التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة الوزير الأول أحمد أويحيى من بعيد، ليحتل المرتبة الثانية”.