شل أمس عمال قطاع الخدمات الجامعية مختلف إقامات الطلبة والمطاعم الجامعية بعد أن رفضت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاستجابة لمطالبهم التي رفعوها سابقا، الأمر الذي أحدث تذمرا واستياء وسط أكثر من 500 ألف طالب حرموا من الوجبات والاستحمام والمطالعة بمكتبات الجامعة. دخل صبيحة أمس عمال وإطارات قطاع الخدمات الجامعية لولاية الجزائر في إضراب لمدة 3 أيام، تنديدا بعدم الاستجابة لمطالبهم التي رفعوها في العديد من المرات آخرها في 14 ديسمبر الماضي، عندما تقدموا بلائحة مطالب إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد، ما أثار غضب الفروع النقابية للإقامات الجامعية التي أكدت على ضرورة مباشرة الإضراب إلى غاية الاستجابة لمطالبهم. وأكدت ممثلة الإقامة الجامعية ”طالب عبد الرحمن 2” في حديثها ل ”الفجر” أن إضرابهم جاء احتجاجا على ”صمت” الجهات الوصية أمام الوضعية المزرية التي يعانون منها منذ سنوات ورغم ذلك لم يسجلوا أي تدخل يذكر، ما شجعهم على إعداد لائحة مطالب وجهوا نسخة منها إلى وزير القطاع والأمين العام للمركزية النقابية والمدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية. وتنادي هذه المطالب بوضع قانون خاص لعمال الخدمات الجامعية ونظام العلاوات بما يتماشى مع النظام العام الخاص بعمال الخدمات الجامعية وبالسكن التساهمي والاجتماعي وإيجاد حل للعمال القاطنين في الخدمات الجامعية وترقية العمال وإدماج العمال المتعاقدين الحاملين لشهادات وتسوية جميع المخلفات المالية لبعض الإقامات مع ضرورة تسوية وضعية الناجحين طبقا للتعليمة المؤرخة في 2 مارس 2011 تحت رقم 06 الصادرة عن المديرية العامة للوظيفة العمومية، التي تنص على أن كل من تحصل على 10/ 20 ناجح، علما أنه تم حرمان ناجحين تحصلوا على أكثر من 10/20 ولديهم نقطة إقصائية في مادة معينة، وهو ما لم يرد في التعليمة مع استمرارية تطبيقها وهي المطالب ”التي طرحت عدة مرات ولم تلق آذانا صاغية”. وتم - حسب المتحدثة ذاتها - شل جميع مرافق الخدمات الاجتماعية عبر الإقامات الجامعية التابعة لولاية الجزائر من أجل التأثير في الجهات الوصية علها تستجب لمطالبهم التي قالوا إنها ضرورية لأداء عملهم وفي حال عدم تلبيها سيدخلون في إضراب مفتوح ابتداء من 20 ماي المقبل. من جهتنا، اتصلنا بمدير ديوان الخدمات الجامعية لولاية الجزائر من أجل الاستفسار عن الإضراب العام للإقامات الجامعية لولاية الجزائر، إلا أننا لم نتمكن من ذلك. نسب استجابة عالية للإضراب بشرق البلاد وبعنابة، استجاب أزيد من 4000 عامل بقطاع الخدمات الجامعية عبر الولاية، شأنهم شأن عمال ولايات المسيلة، باتنة، بجاية، قسنطينة، سطيف، تبسة، أم البواقي وجيجل، لدعوة التنسيقية الجهوية لعمال قطاع التعليم العالي إلى شن إضراب عن العمل لثلاثة أيام متتالية، تنديدا بعدم استجابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لجملة المطالب التي تم إدراجها ضمن محضر اجتماع 10 أفريل الفارط. وطالب هؤلاء المضربون أيضا بتحسين الأجور واحتساب الزيادة على الأجر القاعدي التي حرمت منها عديد الفئات الناشطة في قطاع الخدمات الجامعية، ناهيك عن تسوية منحة التقاعد والتطبيق الفوري للزيادة المقدرة ب 15 بالمائة بأثر رجعي منذ 2008. وتسبب هذا الإضراب بشرق البلاد في شلل تام لحركة النقل والإطعام عبر كامل الإقامات الجامعية التي تعذر على الطلبة المقيمين فيها الالتحاق بمقاعد دراستهم في الجامعات، ناهيك عن الفوضى العارمة التي تعم الهياكل الخدماتية الأخرى التي لا يستغني عنها آلاف الطلبة الجامعيين، المتعودين على شن الاحتجاجات والإضرابات ضد نوعيتها ومستواها، ما كان وراء إدراج العمال لمطلب وضع حد ل ”تجاوزات وتدخلات” المسؤولين ضدهم. من جهتهم، دخل عمال الإقامات الجامعية والإدارة التابعين لجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة من الأسلاك المشتركة والخاصة في إضراب مفتوح عن العمل وذلك عقب اللقاء الجهوي الذي تم عقده الأسبوع المنصرم استجابة لنداء النقابة. وطالب العمال المنتمون ل 5 إقامات جامعية وبعض المراكز التعليمية المقدر عددهم بحوالي 900 عامل، الجهات الوصية بضرورة تعجيل تحقيق مطالبهم. الوضع ذاته عاشته نهار أمس ولاية قالمة، حيث دخل عمال وعاملات وأعوان الخدمات الجامعية في إضراب مفتوح للتعبير عن سخطهم من الوضعية المهنية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها مع تنديدهم بصمت الوصاية والتنصل من التزاماتها بتحسين هذه الوضعية. وحسب أمين تنسيقية عمال مديرية الخدمات الجامعية فإن نسبة الإضراب تجاوزت في يومها الأول 82 بالمائة، مرجعا ذلك إلى النضج الكبير للعمال لإيمانهم بشرعية مطالبهم المهنية والاجتماعية. تذمر واستياء وسط الطلبة اشتكى الطلبة من هذا الإضراب الذي مس مختلف جهات الوطن، لأنه تسبب في حرمانهم من الحصول على الوجبات بعد أن توقفت المطاعم عن العمل، إضافة إلى أنهم حرموا أيضا حتى من الاستحمام بعدما توقفت المرشات الموجودة في الإقامات الجامعية وتلك التابعة لمعاهد التربية البدنية عن العمل. وما زاد من تذمر الطلبة هو أن هذا الإضراب جاء في فترة حساسة تتزامن مع بدء امتحانات السداسي الثاني وكذا انشغال البعض الآخر منهم بمذكرة نهاية الدراسة وهو ما رفع من معدل الاستهجان وسط الطلبة الذين هددوا بالاحتجاج إن لم يتم إيقاف هذا الإضراب، لأن قاعات المطالعة والمكتبات الموجودة بالأحياء الجامعية توقفت هي الأخرى عن العمل. خالدة .ب / وهيبة.ع/سهام. ج/ مرابط. م