المجمّع العمومي يخسر 1500 مليار سنتيم سنويا والخبراء يطالبون بتحرير القطاع حذّر رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، محفوظ حرزلي، من ظاهرة انقطاع الكهرباء خلال موسم الاصطياف الجاري، داعيا المجمع العمومي لتوزيع الغاز والكهرباء سونلغاز إلى اتخاذ كافة احتياطاته لتفادي تسجيل الانقطاعات المتكررة التي تعود عيها المواطنون كل موسم. وقال حرزلي في اتصال ب”الفجر” أن الجزائريين يواجهون مع بداية كل موسم اصطياف سلسلة من الانقطاعات في التيار الكهربائي وانفجارات الشرارات الناتجة عن الطلب المتزايد لهذه الطاقة وقلة إنتاج الكهرباء وهو ما يؤدي غالبا إلى تعطيل نسبة كبيرة من الأجهزة الكهرومنزلية ويكبد نسبة كبيرة منها خسائر بالجملة إثر التلف والأعطاب التي تصيب تجهيزاتهم، في حين يضطر عدد كبير من المواطنين إلى رمي هذه التجهيزات بعد تحولها إلى مجرد خردوات لا تسمن ولا تغني من جوع، لاسيما في ظل العجز الكبير الذي تشهده خدمات ما بعد البيع وحق الضمان لدى الموزعين والمستوردين. وطالب حرزلي في هذا الإطار الدولة بضرورة التدخل لفرض غرامات مالية إلزامية على سونلغاز حتى تقوم بتعويض كافة زبائنها المتضررين، مشيرا إلى أن الجزائريين يدفعون المال ليشتروا الهواء على غرار الشركات العمومية المتخصصة في قطاع الخدمات في مقدمتها سونلغاز، مشيرا إلى أن معظم الزبائن الذين أودعوا شكاوى رسمية لدى هذه الأخيرة يعربون من خلالها عن سخطهم من سوء ورداءة التزويد بالشبكة حيث يزداد المشكل تعقيدا خلال موسم الاصطياف. واعتبر حرزلي أنه رغم أن مشتركي الغاز والكهرباء يدفعون الفواتير بشكل منتظم ودوري، إلا أنهم لا يحصلون بالمقابل إلا على خدمات رديئة تتخللها انقطاعات وانفجارات وشرارات كهربائية تؤدي في أحيان كثيرة إلى وضع حد لحياتهم بطريقة مأساوية، في حين أن أقل الأضرار هي الأعطاب التي تصيب الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية نتيجة الانقطاعات المتتالية، والتي دعا سونلغاز إلى ضرورة تعويضها على الأقل حتى تحمي المشتركين والزبائن من أية خسائر مالية ناتجة عن سوء تقدير من المجمع العمومي. وفي سياق ذي صلة، كشف محفوظ حرزلي عن تسجيل أزيد من 1000 شكوى على مستوى الجمعية الوطنية لحماية المستهلك ضد خدمات المجمع العمومي لتوزيع الغاز والكهرباء، سواء تعلق الأمر بالشكاوى المسجلة عبر الأنترنت أو عن طريق الهاتف أو من خلال الاتصال المباشر وحتى عبر الرسائل البريدية. وفي هذا الإطار، اقترح محدّثنا ضرورة تحرير قطاع توزيع الكهرباء والتزويد بالغاز أمام الخواص حتى يتمكن المواطنون من الحصول على خدمات ذات جودة عالية، وقادرة على منافسة تلك المنتهجة لدى الدول الأخرى، مشيرا إلى أن الاحتكار الذي تفرضه الشركة العمومية على هذا المستوى وراء رداءة الخدمة لاسيما في ظل انعدام البدائل وقلة الاختيارات. من جهتها، كشفت مصادر مطلعة من الشركة العمومية لتوزيع الغاز والكهرباء سونلغاز أن هذه الأخيرة تخسر ما يعادل 1500 مليار سنتيم سنويا جراء انقطاعات الكهرباء والشرارات التي تتولد عنها انفجارات، وكذا السرقات التي تتعرض لها من طرف بعض المواطنين وحتى الزبائن، وهو ما قالت أنه يؤثر عليها كمؤسسة اقتصادية وتجارية بشكل كبير. وأوضحت ذات المصادر أن هذه الأخيرة باشرت إجراءات مكثفة منذ السنة الماضية للقضاء على انقطاعات الكهرباء بشكل نهائي، من خلال العمل على توسيع شبكة التزويد ورفع الطاقة الإنتاجية للكهرباء، وكذا تنصيب كوابل جديدة وتجديد البنى التحتية، وهو ما أوضحت أنه كلف المجموعة العمومية مبالغ مالية طائلة وذلك كله، حسب ذات المصادر، للسهر على راحة الزبون. وأرجعت مصادر “الفجر” سبب الانقطاعات التي يشهدها التيار الكهربائي مع حلول كل موسم اصطياف إلى الطلب المتزايد على الطاقة، والذي يؤدي، في مرحلة الذروة نتيجة تشغيل أجهزة التكييف والتبريد والثلاجات ومجففات الشعر وغيرها، إلى توقف الشبكة. وفي هذا الإطار، قالت مصادرنا أن سونلغاز ستباشر بداية من الأسبوع القادم حملة مكثفة لتحسيس المواطنين بضرورة اقتصاد الطاقة والكف عن التبذير الذي غالبا ما يؤدي إلى انقطاعات في التيار أو شرارات قد تتسبب في انفجارات خطيرة. كما طمأنت كافة زبائنها أنه لن يتم تسجيل خلال موسم الاصطياف الذي هو على الأبواب أية تعطلات للشبكة، لاسيما بالمناطق الشمالية، مشيرة إلى أنها ستنتهج خطة محكمة لضمان تزويد كافة المناطق والولايات بالكهرباء دون أية مشاكل من شأنها التنغيص على المشتركين.