لقي 23 شخصا على الأقل حتفهم وجرح أكثر من 60 آخرين في مواجهات لا تزال مستمرة بين قبيلة التبو والقوات المرتبطة بالجيش الليبي في الكفرة جنوب شرق ليبيا، وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والدبابات من كلا الطرفين. واندلعت الاشتباكات إثر قصف يتهم كل طرف الآخر بالشروع فيه، فوفقا لآمر قوات درع ليبيا، وسام بن حميد، فإن رجاله ردوا على هجوم للتبو على أحد مراكز المراقبة الذي تتولاه كتيبته. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عيسى عبد المجيد، أحد زعماء قبيلة التبو قوله إن حي قبيلته تعرض للقصف منذ الساعة الثالثة صباحا من قبل كتيبة الدروع الليبية، وهي قوة تضم ثوارا سابقين تحت قيادة الجيش الليبي. وأضاف عبد المجيد أن المعارك أوقعت قتلى وجرحى وأضرمت النيران في عدد من منازل حي قبيلة التبو، في حين أكد حميد أن عناصر من كتيبته جرحوا في الاشتباكات. وكانت معارك بين أكبر قبيلتين في البلاد، التبو والزوية قد أسفرت في فبراير عن أكثر من مائة قتيل في صفوف الجانبين، طبقا لأرقام الأممالمتحدة. وأرسلت السلطات آنذاك كتيبة الدروع الليبية المؤلفة من ثوار سابقين، من بنغازي (شرقي البلاد) للتمركز بين الطرفين، لكن 12 شخصا قتلوا في أبريل في معارك بين التبو وهذه الكتيبة التي يعتبرها أفراد قبيلة التبو مليشيا ”خارجة عن القانون”. وفي سياق آخر أعلن قائد أحد كتائب مدينة الزنتان في وقت متأخر من مساء السبت عن اعتقال جميع أفراد بعثة المحكمة الجنائية الذين قابلوا سيف القذافي في معتقله بالمدينة بعد ضبط معدات تجسس وتصوير معهم وذلك بناء على أوامر من النائب العام. وكشف القائد في كتائب الزنتان العجمي العتيري في حديث الى الصحافة عن اعتقال المحامية الاسترالية ميلندا تايلور في منزل خاص وليس في سجن. ولفت إلى أن رئيس المجلس الانتقالي، مصطفي عبد الجليل، طالب بالإفراج الفوري عن أعضاء وفد المحكمة لترحيلهم اليوم إلى هولندا. وقال إن المحامية الاسترالية أوقفت عقب قيامها بتسليم سيف الإسلام وثائق خاصة من سكرتيره الخاص محمد اسماعيل الذي فر من البلاد عقب ثورة 17 فبراير ويتواجد حاليا في مصر. وأضاف لقد أخرجتُ شخصيا بعض الأوراق من تحت ملابس سيف، فيما رفضت المحامية الأسترالية أن تخضع للتفتيش حيث تم الاستعانة بشرطية وأخرجت من تحت ملابسها رسالة موجهة إلى محمد إسماعيل. وتابع أنه قبل دخول الوفد لزيارة سيف القذافي أجريت عملية التفتيش الروتينية وضبطت بعض معدات التجسس والتصوير مع أحد أعضاء الوفد، مشيرا إلى أنه بعد أن تم تفتيش المترجمة وجدت معها آلة تصوير. وأكد العتيري أن كتيبته تعرضت لضغوط للتحقيق مع سيف الإسلام في طرابلس لكنه قال إنه تم رفض ذلك خوفا من تهريبه مثلما حصل مع بشير صالح السكرتير الشخصي للقذافي وآخرين وهو ما اعتبره خيانة لدماء الشهداء. واعتبر وكيل وزارة الخارجية محمد عبد العزيز بدوره أن ما أقدمت عليه المحامية الأسترالية يعرض أمن بلاده القومي للخطر، مشددا على أن الحكومة الليبية تتعامل مع هذا الأمر بكل جدية. وأكد أن ليبيا ستطلب من المحكمة الجنائية رفع الحصانة عن المحامية للتمكن من إجراء تحقيق رسمي معها.