شدد المشاركون في الندوة العلمية حول كتاب "الفتوى بين الضوابط الشرعية وتحديات العولمة" اليوم الخميس بدار الثقافة بتيارت على "الالتزام في الافتاء بالضوابط الشرعية ومبدأ التيسير". ويرى المتدخلون في هذا اللقاء المنظم ضمن فعاليات القافلة العلمية 2012 لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي انطلاقت أمس من ولاية تيارت أنه "في ظل تحديات العولمة التي تحاول القضاء على خصوصيات الأمم أضحى من الضروري معالجة أشكال الفوضى في الفتوى وتنظيمها في اطار ضوابطها الشرعية وبمراعاة الأعراف وواقع الناس بكل مجتمع". كما دعوا إلى جعل من الفتوى "عامل استقرار" اجتماعي "تحترم فيها الضوابط الشرعية وتلبي احتياجات المجتمع". وفي هذا الاطار ذكر الدكتور محمد بن زعمية من جامعة البليدة أن كتاب "الفتوى بين الضوابط الشرعية وتحديات العولمة" الذي تكفلت بنشره وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والذي جمعت فيه من خلال ثلاثة أجزاء المداخلات التي قدمت في الملتقى الدولي حول هذا الموضوع المنظم شهر سبتمبر الماضي في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" يعالج مختلف جوانب هذا الاشكال. ودعا المحاضر في هذا الصدد الى "القضاء" على "الشذوذ الفقهي والإفتاء المنفرد" مشيرا أن المجتمع أصبح يعيش "فوضى في الافتاء" بسبب "تعدد مصادر الفتوى وتوجيه الناس دون مراعاة مئالات الفتوى ولا حتى الأعراف". كما شدد الدكتور ابن زعمية على ضرورة أن تكون الفتوى "صادرة عن أهل الاختصاص" معتبرة اياها(الفتوى) "مسألة خطيرة جدا كان يحجم عنها أكابر الناس". ومن جانبه أكد الدكتور احسن زقور من جامعة وهران على ضرورة التزام المفتي "بمبدأ التيسير" في الشريعة الاسلامية وألا تؤدي فتواه الى "كسر قواعد الايمان". وشدد المتدخل على ضرورة "صون المفتي قواعد الله في شرعه "و"قواعد أصول الفقه" و"ضوابطه" محذرا من أن "الاخلال" بهذه القواعد "يحدث هزات في المجتمع". أما الدكتور كمال بوزيدي من جامعة الجزائر فقد ركز في تدخله على أهم ملامح المفتي من خلال العلامة المجتهد الشيخ أحمد حماني مبرزا الصفات التي يجب أن يتسم بها المفتي. وأشار في هذا الخصوص الى أن الشيح حماني كان يتسم بالشجاعة عند اصدار الفتوى وكان يرد على المتطاولين على دين الله والجزائر مقتديا في ذلك بشيخه العلامة عبد الحميد بن باديس. وأضاف أن الشيخ حماني كان غير متعصب لمذهبه المالكي بل وكان يفتي حتى خارج هذا المذهب "لمصلحة المستفتيين ولتحقيق التيسير ورفع الحرج". وتتضمن فعاليات القافلة العلمية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي تختتم اليوم اعطاء دروس وعظية ودينية بمساجد الولاية من قبل اطارات الوزارة وتنظيم ندوة بزاوية "سيدي الحسني" حول "التصوف والزوايا بتيارت". كما انتظم بمناسبة هذه التظاهرة معرض للكتب في العلوم الدينية والثقافة الاسلامية التي بادرت بطبعها وزارة الشؤون الدينة والأوقاف والتي بلغت 43 عنوانا.