كشفت مصادر مطلعة أن اللجنة الولائية المكلفة بمراقبة الإقامات الجامعية بوهران انتهت يوم الخميس الماضي من عملها الذي دام طيلة أسبوعين، تمخض عنه اتخاذ قرارات جريئة على رأسها اقتراح غلق الإقامة الجامعية 2000 سرير للذكور ”إيطو” بسبب الوضعية التي وصفتها اللجنة ب ”الكارثية وغير المقبولة”. ولاحظت اللجنة الانتشار الرهيب للجرذان والاهتراء الكلي لشبكة الصرف الصحي وتآكلها، مرورا بوضعية المطبخ الذي يحتوي على أدوات لم يتم تجديدها منذ سنوات، إضافة إلى وجود تسربات في شبكة الغاز ما دفع بخبراء اللجنة بالتنسيق المشترك مع مصالح الحماية المدنية ومؤسسة سونلغاز إلى اقتراح غلق الإقامة، وعدم فتحها أمام الطلبة بالموسم الجامعي القادم 2012-2013 للحفاظ على سلامة الطلبة وعدم تكرار المحرقة التي وقعت بتلمسان والتي أودت بحياة 8 طلبة في أوج عطاءاتهم وشبابهم. ولم تكتف اللجة التي عرف تنصيبها تأخرا ملحوظا مقارنة مع بقية الولايات بهذا الحد، بل قررت غلق 3 مطاعم جامعية تتعلق بكل من مطعم إقامة البنات البدر، والإقامة الجامعية زدور إبراهيم بلقاسم ”س1”، ومطعم الإقامة الجامعية للذكور بالإقامة الجامعية المشتركة 8000 سرير ببلقايد، وذلك لعدم إحترام مقاييس السلامة والحماية المعمول بها والتي أدت إلى اتخاذ هاته القرارات، خاصة بعد شكاوي الطلبة حول وجود تسربات في شبكة الغاز، وهذا ما اضطر القائمين على الإطعام إلى الطبخ وإحضار الوجبات من الإقامات المجاورة، وحسب الملاحظات المرفوعة في تقرير اللجنة واستنادا إلى ما تسرب لنا من مصادر موثوقة، فإن أعضاء اللجنة تفاجؤوا بالوضعية الكارثية لغالبية الاقامات، على رأسها الإقامة الجامعية الأمير عبد القادر ”س2 ” بالصديقية التي خصصت للطلبة الوافدين من الدول الإفريقية، ناهيك عن غياب شبه كلي للمياه والمراحيض، ما دفع بالطلبة الأجانب إلى جلب المياه من حنفية عمومية بالشارع بالمقابل من الطريق الاجتنابي المحاذي للإقامة، إضافة إلى معضلة أخرى رفعتها التنظيمات الطلابية ممثلة في الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والاتحاد الطلابي الحر تفيد إلى غزو الغرباء الإقامات بشكل رهيب جراء عدم تفعيل البطاقات المغناطيسية. ولاحظت اللجنة تكدس أكثر من 5 طلبة في غرفة لا تتجاوز مساحتها مترين، مشكلة الغياب شبه الكلي لأعمال الصيانة ودخول مياه الأمطار إلى الغرف سيما بإقامة ”س1” بإيسطو. للإشارة، فإن واقع الخدمات الجامعية بوهران أثار الكثير من اللغط والسخط الذي تمثل في شكل احتجاجات عارمة تواصلت طيلة أيام الموسم الجامعي الحالي، و تطورت حد احتجاز مديرة الخدمات الجامعية غرب بوبكر حليمة بالإقامة الجامعية المتطوع للذكور، على خلفية مطالبة طلبة الجنوب بتذاكر للعودة إلى ديارهم و تمكينهم من مبلغ 1000 دينار الذي يدفعونه ككفالة مع بداية التسجيلات على مستوى مصلحة الإيواء بالإقامات الجامعية، وهي المسألة التي لا زالت محل تحقيق من طرف المصالح الأمنية.