حاجيتكم ما جيتكم كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، كان رجل فقير يعيش في أعالي الغابة رفقة زوجته وبناته الثلاث، الأسرة الفقيرة كانت تعتمد في عيشها على مدخول الأب من عائدات حطب الغابة، غير أن تقدم السن بالفلاح الفقير زرع في نفسه الخوف من الغد، فكان يتوق لإنجاب الولد الذي سيعتمد عليه في حياته، فهدد زوجته بالطلاق إن لم تنجب في الحمل القادم ولدا، فخافت الزوجة المسكينة من تهديدات زوجها وعاشت على امتداد تسعة أشهر تترقب الولد المزعوم، غير أنها وضعت ككل مرة طفلة، فأخفت الخبر عن زوجها، وأكدت له أنها أنجبت ابنا أسمته سعيد وظلت لمدة أشهر تنادي الرضيعة باسم سعيد، غير أنها كانت في قرارات نفسها تدرك جيدا أن مصير الكذبة سينكشف يوما ما، وقضت أياما وهي تفكر في طريقة للخروج من الورطة، فاهتدت ذات يوم إلى حيلة تخرجها من ورطتها فأخبرت زوجها أنها تحتاج إلى عيدان الحطب من أجل نصب “المنسج” حتى تنسج له البرنوس، فقصد الغابة لجلب العيدان، وكانت الزوجة قد تخفت في ثياب رجل وقصدت الغابة هي الأخرى من الطريق المخالف، وأخذت تخاطب زوجها من وراء أشجار الغابة بالموال التالي”اوين انجرن اسقرا ثاذوط ثوغال تي لزذا سعيد يوغال ذي مسعوذة” بمعنى”أيها الذي يقوم بنجارة العيدان، الصوف صارت جزة، وسعيد صار مسعودة”، وأخذت تكرر عليه اللازمة، في البداية شك الرجل في مصدر الصوت أنه من خياله، لكن تكرار الصوت جعله يتأكد أنه آت من الغابة. في المساء عندما رجع إلى بيته وفي يده العيدان، فجأة أخبرته زوجته مستغربة “لو تعلم ما حدث اليوم.. الصوف التي قمت بغزلها لقد صارت جزات من جديد كأنني لم أفعل شيئا”. استغرب الرجل أن يتحقق هتاف الصوت المجهول في الغابة في بيته بهذه السرعة، فقال لها اذهبي وفكي قماط الولد، قالت تتصنع عدم العلم.. لكن لماذا؟ قال لها الرجل قومي بما أمرتك به وستعرفين بعد قليل. نفذت المرأة أوامر زوجها وهي تتصنع المفاجأة قالت “آه لقد تحول الولد إلى بنت هذا غير معقول”. لكن الرجل قال لها إنها أقدار الله وهو يردد عليها صوت هتاف الغابة. وهكذا تجنبت المرأة الطلاق وآمن الرجل بالأقدار التي جعلته “أبو البنات” وليس أب الذكور.